أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في سوريا، اليوم الأربعاء 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن بدء توزيع مساعدات غذائية طارئة للفئات التي وصفتها بـ"الأكثر ضعفًا"، وتشمل جملة من المواد الأساسية كالسكر والأرز والحمص والعدس والفاصولياء والطحين والزيت ومقدار من الحليب، وعلبتا سردين معلّب.

الإعلان، الذي صدر بالتنسيق مع الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، حدد يوم 24 تشرين الثاني الجاري، لانطلاق عمليات التوزيع، لكن التصنيف الذي اعتمدته الوكالة أثار موجة من الغضب والاستياء في صفوف اللاجئين، الذين باتوا جميعاً يرزحون تحت وطأة الفقر المدقع، مع تجاوز نسبته عتبة 90% وفق تقديرات الوكالة نفسها.

وتعتمد الوكالة تصنيف "الأكثر ضعفاً" وهي الأسر التي تعيلها نساء، أو تلك التي يعيلها شخص مسن تجاوز الستين عاماً، أو من يضم أفراداً من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى الأسر التي يعيلها أو أحد أفرادها يتيم دون سن الثامنة عشرة.

وستُرسل الوكالة وفق إعلانها، مواعيد ومواقع التوزيع عبر رسائل نصية إلى الهواتف المحمولة، مع مطالبة اللاجئين بضرورة البقاء على اتصال دائم لاستلام الرسائل.

بينما قدمت الوكالة هذه الخطوة كجزء من جهودها لدعم اللاجئين الأكثر حاجة، لم يخفِ اللاجئون خيبة أملهم من التصنيفات التي اعتمدتها، واعتبرها اعتبرها كثيرون مجحفة، بالنظر إلى تدهور الأوضاع المعيشية لجميع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، الذين أصبحوا يعانون من نقص حاد في الموارد الأساسية.

في مخيم درعا، نقل مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن الأهالي كانوا ينتظرون بفارغ الصبر استئناف توزيع المساعدات "الكرتونة الغذائية" بعد انقطاع طويل، وخاصة بعد موجة المطالبات التي وُجهت إلى الوكالة، ممثلة بمديرها العام في سوريا أمانيا مايكل إيبي.

وأضاف مراسلنا: بأن الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في سوريا وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور، نتيجة للانهيار الاقتصادي وارتفاع أسعار المحروقات وانهيار القدرة الشرائية، مشيراً إلى أن توزيع "الكرتونة الإغاثية" يخفف قليلًا من معاناة الأهالي، لكنه يظل غير كافٍ في مواجهة الأعباء اليومية المتزايدة.

خالد يونس، أحد سكان مخيم جرمانا، وصف الإعلان بأنه "تجاهل صارخ لحجم المعاناة"، وقال في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إنّ "أونروا لم تعد تراعي اسمها أو وظيفتها الأساسية في إغاثة اللاجئين هذه التصنيفات التي تعتمدها غير عادلة، نظراً لكون جميع الأسر هنا بحاجة إلى المساعدات، دون استثناء".

 وأضاف خالد أن العديد من العائلات باتت تعيش على الحد الأدنى من الغذاء، مقتصرةً على مواد بسيطة مثل العدس والبرغل، فيما أصبحت منتجات مثل البيض والألبان ترفًا بعيد المنال.

وأردف خالد، الذي يكافح لتأمين حاجات أسرته الأساسية، أن "الكرتونة الإغاثية"، في حال وزعتها الوكالة شهرياً، ستمثل فارقاً كبيراً في قدرة الأسر على مواجهة ظروف الحياة القاسية.

وقال: "هذه الحصص توفر المواد الأساسية التي نعتمد عليها يومياً، وتجعلنا نصمد قليلًا أمام ارتفاع الأسعار الجنوني".

وتعكس أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تدهوراً مستمراً وغير مسبوق من التدهور الاقتصادي، وتزامن هذا التدهور مع تقليص الوكالة قيمة المعونة المالية التي تُصرف دورياً، حيث اقتصرت الدفعات التي صرفتها منتصف شهر نوفمبر الجاري، على 408 آلاف ليرة سورية للفرد من الفئات الأكثر حاجة، بينما حصلت الفئات الأخرى على 299 ألف ليرة فقط، مبالغ وصفها اللاجئون بأنها لا تغطي حتى تكاليف المواصلات اليومية، فضلًا عن أبسط الحاجات الأساسية.

وسط هذا الواقع الغذائي المتدهور، تتواصل دعوات اللاجئين والمجتمع المحلي لإعادة النظر في سياسات الوكالة وتوسيع نطاق الدعم ليشمل جميع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وبالنسبة للكثيرين، أصبحت المساعدات الإغاثية خط الدفاع الأخير في وجه الفقر والجوع المطلق، وسط مخاوف كبيرة من استمرار تخلي الوكالة عن إغاثتهم.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد