تجاوزت أعداد الشهداء الذين ارتقوا في غارات مستمرة على مناطق متفرقة في قطاع غزة وشماله المحاصر منذ فجر أمس وحتى صباح اليوم الجمعة 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، أكثر من 100 شهيد في استهدافات طالت الفلسطينيين في منازلهم والنازحين في مراكز وخيام اللجوء في مجازر مستمرة تركزت في شمالي قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض للإبادة والتطهير العرقي.
ومع دخول اليوم ال413 لحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، أكدت مصادر طبية ارتقاء 17 شخصاً في غارات "إسرائيلية" على مناطق عدة في قطاع غزة منذ صباح اليوم.
وأمس الخميس، استشهد أكثر من 80 فلسطينياً في قصف "إسرائيلي" استهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة معظمهم من الأطفال والنساء تزامناً مع مجزرة أخرى ارتكبت في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
بينما صباح اليوم استشهد 8 أشخاص في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بقصف على منزل لعائلة أبو عصر، كما استشهد 3 أشخاص، وأصيب آخرون إثر قصف "إسرائيلي" استهدف الأهالي قرب محطة أبي حليمة في شارع الشفاء غربي مدينة غزة.
ووسط قطاع غزة، استشهد 5 فلسطينيين في قصف على منزل بشمال مخيم النصيرات،كما استشهد فلسطينيان أيضاً في قصف استهدف منزلا غرب مدينة دير البلح.
وفي جنوب القطاع، استشهدت امرأة وطفلتها في غارة "إسرائيلية" على خيمة تؤوي نازحين بمنطقة المواصي غربي خان يونس.
وشمالي قطاع غزة، أصيب 7 من الكوادر الطبية بينهم اثنان بجراح خطيرة في عدة استهدافات "إسرائيلية" لمستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا.
في أثناء ذلك، استمر الاستهداف المكثف لشمال قطاع غزة، حيث شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مخيم جباليا كما واصل جيش الاحتلال نسف مباني سكنية في المخيم، بينما أحرق جنود من جيش الاحتلال منازل الفلسطينيين في بلدة بيت لاهيا.
يأتي ذلك، فيما يزال الاحتلال يحول شمالي القطاع إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وفي السياق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الاحتلال "الإسرائيلي" استهدف مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة مجددا ليلة الخميس الجمعة.
وأضافت في بيان: أن الاستهداف أدى إلى إصابة ستة من الكوادر الطبية العاملة بالمشفى بينها حالات خطيرة أُدخلت إلى العناية المركزة.
كما أدى القصف "الإسرائيلي" إلى تدمير المولد الكهربائي الرئيسي بالمستشفى، وثقب خزانات المياه ليصبح المستشفى بدون أكسجين ولا مياه الأمر الذي ينذر بالخطر الشديد على حياة المرضى والطواقم العاملة داخل المستشفى الذي يوجد فيه 80 مريضا وثماني حالات في العناية المركزة.
وأدانت وزارة الصحة هذا العمل الإجرامي المتكرر والمستمر على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.
كما ناشدت المؤسسات الدولية والإنسانية ضرورة توفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في قطاع غزة بحسب ما كفلته ونصت عليه القوانين الدولية.
ومن جهته، حذر منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي من توقف توصيل المساعدات الضرورية بأنحاء غزة، بما فيها الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية.
وقال هادي، في بيان صحفي، اليوم الجمعة: "إن بقاء أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أصبح على المحك".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلية"، على مدى الأسابيع الستة الماضية، منعت الواردات التجارية. وتابع : "إن المدنيين الفلسطينيين يكافحون من أجل البقاء، في ظروف لا تصلح للحياة مع استمرار الأعمال العدائية".
وشدد على أن الأهالي "يُدفعون إلى حافة الهاوية، ويفتقرون إلى الوصول للدعم الضروري الذي يحتاجونه بشدة، ليعانوا من كارثة إنسانية لا تُضاهى".
كما أكد على أن الوكالات الإنسانية في غزة تبقى ملتزمة بالبقاء والعمل، ولكن التساؤلات تطرح بشكل متزايد حول مدى قدرتها على العمل، مناشدا بضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون إعاقات إلى قطاع غزة عبر سبل قانونية.