مع ازدياد تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوبي لبنان، جراء استمرار الحرب "الإسرائيلية" على البلاد، يجبر عدد منهم على المخاطرة والذهاب إلى أعمالهم وسط القصف المتكرر، رغم مخاوف الاستهداف من طائرات الاحتلال المسيّرة المنتشرة في الأجواء بشكل دائم.
وكان مخيم الرشيدية قد شيّع ثلاثة من أبنائه عقب استهدافهم من مسيّرات "إسرائيلية" خلال ممارستهم أعمالهم خلال الأسبوع الفائت، وهم عباس يوسف صالح الذي ارتقى أثناء عمله في جمع الخردة في بلدة جبال البطم، والشابان محمد حويلا و فيصل مصطفى أحمد الذين ارتقيا أثناء عملهما في الصيد لتأمين قوت يومهما ولعائلتهما، بعد أن استهدفتهما مسيّرة "إسرائيلية" على شاطئ مدينة صور.
ويعيش معظم اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية جنوبي لبنان بين مطرقة تعطل الأعمال اليومية جراء تواصل القصف "الإسرائيلي" في محيطها وأحياناً عليها، وسندان توقف المساعدات المالية والخدمات التي كانت تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" منذ بدء العدوان على لبنان، فيما تتزايد حالة السخط العام في صفوف اللاجئين تجاه "أداء" وكالة "أونروا" وما يصفونه بـ "تخليها عن مسؤولياتها في وقت تتزايد فيه الحاجة لها".
وبحسب أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية ابراهيم أبو الذهب، فإنّ "تخلي وكالة (أونروا) عن أداء دورها في إغاثة الأهالي الذين لم ينزحوا وصمدوا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية بمدينة صور دفع عدداً منهم للمخاطرة واستئناف أعمالهم لإعالة أسرهم".
موضوع ذو صلة: مئات العائلات في مخيم الرشيدية عاجزة عن النزوح وتواجه مخاطر في تأمين الغذاء
وأضاف أبو الدهب: يُعد تخلي وكالة "أونروا" سابقة خطيرة في تعاطي الوكالة مع ملف اللاجئين منذ نشأة الوكالة التي لم تتخل سابقاً عن أداء واجباتها تجاه المخيمات الفلسطينية رغم كافة الصعوبات والمعوقات التي مرت بها من حروب وأزمات متتالية.
واستنكر أبو الدهب أيضاً ما وصفه بـ "غياب الجمعيات والمؤسسات المحلية الإغاثية في المخيم عن أداء مهامها في تقديم الدعم للأهالي" مشيراً إلى أن بعض الجهات الموجودة في المخيم بعض المعونة للأهالي لكنها لا تسد احتياجاتهم نظراً للظروف الراهنة التي يعاني منها الجميع.
مخيم بلا كهرباء منذ أكثر من 50 يوماً
وأشار أبو الدهب لموقعنا إلى استمرار انقطاع الكهرباء عن مخيم الرشيدية لأكثر من 50 يوماً متتالياً بسبب تضرر أعمدة التوتر العالي بفعل القصف "الإسرائيلي" المستمر على جنوبي لبنان.
وأكد أبو الدهب وهو المسؤول المفوض من اللجنة الشعبية لمتابعة ملف الكهرباء توثيق حجم الأضرار التي لحقت بالأسلاك الكهربائية التي يصل طولها إلى 2000 متر (2 كيلومتر)، موضحاً أن صيانة الأعطال تتطلب معدات غير متوفرة حالياً في منطقة صور.
وأضاف: إن الأضرار التي لحقت بمناطق عدة خارج المخيم، من بينها مشروع الأخضر الذي يغذي منطقة الشواكير، تسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن المخيم وعدد من القرى المجاورة.
شاهد/ي أيضاً:
تغطية صحفية || جانب من أوضاع أهالي #مخيم_الرشيدية جنوبي #لبنان مع استمرار القصف "الإسرائيلي" على محيطه وتهديدات الإخلاء المتكررة pic.twitter.com/e9Wh4JyQXW
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) November 15, 2024
في ظل تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية في مناطق جنوبي لبنان، نزح العديد من أبناء المخيم إلى أماكن آمنة، فيما يعاني من بقي في المخيم من أوضاع إنسانية متدهورة، في ظل انقطاع خدمات وكالة "الأونروا" الصحية والبيئية وتوقف محطات ضخ المياه وتراكم النفايات جراء توقف خدمات وكالة "أونروا".
موضوع ذو صلة: محصول ضائع وعدم قدرة على الوصول للأرض.. مأساة مزارعي مخيم الرشيدية خلال العدوان