واصلت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" غاراتها العنيفة على مناحي متفرقة من قطاع غزة فيما تفاقمت المعاناة الإنسانية للنازحين بعد أن أغرقت الأمطار آلاف الخيام في ظل الطقس البارد، مع دخول حرب الإبادة يومها الـ417، حذرت منظمة الصحة العالمية من الوضع الذي وصفته بالمأساوي في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة المحاصر.
ووثقت وزارة الصحة الفلسطينية في تقريرها اليوم الثلاثاء 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 14 شهيداً و108 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وسجلت الصحة ارتفاع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 44 ألفاً و 249 شهيداً، بينما أعداد الجرحى ارتفعت إلى 104 آلاف و 746 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
ويواصل الجيش "الإسرائيلي"، لليوم الـ51 على التوالي، حصار شمال قطاع غزة وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد المدنيين ومحاولات تهجيرهم قسرا.
وأكد شهود عيان لوكالة الأناضول أن "شارع الرضيع" ومحيط نادي بيت لاهيا بمحافظة الشمال شهدا قصفاً مدفعياً عنيفاً ومتواصلا، بينما شهدت جباليا قصفاً متقطعاً.
وأفاد الشهود بأن الجيش نفذ عمليات نسف وتفجير مبان سكنية بمخيم جباليا، حيث دوت أصوات انفجارات عنيفة في محافظة الشمال.
ومن جهته، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، الوضع الراهن في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة، بـ"المأساوي".
وأوضح غيبريسوس في منشور على منصة "إكس"، أن 14 شخصا أصيبوا خلال الساعات الـ 48 الماضية في مستشفى كمال عدوان نتيجة لهجوم مكثف من قبل الجيش "الإسرائيلي".
وأكد أن مدير المستشفى الطبيب حسام أبو صفية وبعض الأطباء من بين المصابين في الهجمات "الإسرائيلية".
وأضاف: "هذا الوضع مأساوي للغاية، وما زال هناك الكثير من المصابين في المستشفى وغرف العناية المشددة"، داعيا لوقف الهجمات على المستشفى فورا وتوفير ممر آمن للبعثة الإنسانية، حتى يتم التمكّن من نشر الطواقم الطبية وتوفير الإمدادات للمرضى المتبقين.
وأصيب مدير مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، مساء السبت، في استهداف من الطائرات المسيرة الإسرائيلية للمستشفى في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وفي مدينة غزة مساء أمس، استشهد ستة فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف منزلاً لعائلة "الجدبة" قرب مسجد الرحمة بمنطقة الزرقا في حي التفاح شمال شرقي المدينة.
كما استشهد فلسطينيان، وأصيب آخرون في قصف مدفعية الاحتلال شارع "كشكو" في منطقة الأبرار شرق حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
فيما استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال تجمعاً للفلسطينيين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وكثّف الجيش "الإسرائيلي" قصفه المدفعي بشكل متواصل على محيط الكلية الجامعية في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، وسط إطلاق نار من الآليات العسكرية المتمركزة هناك، حسب شهود عيان.
وفي المحافظة الوسطى، قصفت المدفعية "الإسرائيلية" بشكل مكثف شمال غربي مخيم النصيرات ومحيط دوار نظير في بلوك 12 بمخيم البريج.
كما قصفت المدفعية "الإسرائيلية" حي الجنينة، شرق مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، فيما أكد شهود عيان أن الجيش نفذ هناك عمليات تفجير لمنازل ومبان سكنية.
7160 مجزرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023
وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وقالت الوزارة: إن مجازر الاحتلال الإسرائيلي "مسحت بالكامل نحو 1410 عائلات عدد أفرادها 5444 شخصاً، من السجل المدني في ذات الفترة".
وأوضحت أن عدد العائلات التي أبيدت كاملاً، ولم يبق منها إلا ناج واحد بلغت نحو 3463 بحيث يصل عدد أفرادها إلى 7934 فلسطينيا خلال الفترة نفسها.
وبيّنت الوزارة أن عدد العائلات التي تعرضت لمجازر "إسرائيلية" وبقي منها أكثر من ناجٍ بلغ نحو 2287 بعدد أفراد 9577 فلسطينياً.
وأشارت إلى أن أكثر العائلات فقدا للأفراد كانت عائلة النجار بواقع 520 شخصاً، وبعدها المصري والتي قتل الاحتلال الإسرائيلي منهم نحو 287 شخصاً، ومن ثم عاشور التي فقدت 217، وتليهم عائلتا حجازي وعوض اللتين فقدتا 199 و198 فرداً على التوالي.