أدانت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، عضو اللجنة الوطنية لمقاطعة "إسرائيل"، (BDS)، حملة القمع الممنهجة التي تقودها السلطات المصرية بحق الطلبة الذين يعبّرون عن تضامنهم مع أشقائهم وزملائهم في فلسطين، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وأكدت اللجنة الوطنية خلال بيان لها أن سياسة القمع والترهيب والاعتقال التعسّفي التي تستخدمها السلطات المصرية لن تفلح في إسكات أصوات الغالبية الساحقة من شعب مصر الرافضة للإبادة والمدافعة عن الحق الفلسطيني وعن الأمن القومي المصري المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتصدي للعدو "الإسرائيلي" ومحاولاته الحثيثة لتهجير مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني إلى سيناء.
كما أدانت الحملة منع الجامعات المصرية طلّابها من ارتداء الكوفية الفلسطينية ومصادرة حقهم بالتعبير أو تنظيم الفعاليات والمظاهرات الإسنادية للشعب الفلسطيني الذي يواجه الإبادة الجماعية "الإسرائيلية".
ووصفت الحملة هبوط السلطات المصرية إلى هذا المستوى من القمع بالسابقة الخطيرة والغريبة على الشعب المصري الشقيق، حيث تتماهى مع أكثر الممارسات الاستبدادية سوءاً وعنصرية وقمعاً في الغرب الاستعماري.
وأشارت إلى أن هذه الممارسات القمعية تأتي في وقت تيسّر فيه السلطات المصرية استخدام الموانئ المصرية في نقل العتاد العسكري وغيره للعدوّ "الإسرائيلي"، مخالفة بذلك التزاماتها بموجب القانون الدولي، وبالذات اتفاقية منع ومعاقبة الإبادة الجماعية.
كما لفتت إلى ممارسات السلطات المصرية بعد إغلاق معبر رفح وتمكينها عصابات مقربة منها من ابتزاز أبناء الشعب في غزة المضطرين للجوء إلى مصر الشقيقة وتدفيعِهم مبالغ طائلة مقابل دخول كل فرد متسائلة "ألا يكفي كل هذا التواطؤ لتضيف عليه السلطات منع الكوفية الفلسطينية؟".
وسلطت الحملة الوطنية الضوء على قضية منع الصحفي المصري والباحث، إسماعيل الإسكندري، طالب الدراسات العليا في جامعة القاهرة، من دخوله الجامعة بالكوفية الفلسطينية، مشيرة إلى توجّه مجموعة "طلاب مصر لأجل فلسطين" بسؤال الطلبة حول تعرّضهم لِمواقف شبيهة، لتنهال شهادات الطلبة من الجامعات المصريّة المختلفة حول منع أمن الجامعة الطلبة من ارتداء كلّ ما هو متعلّق بفلسطين مثل الكوفية الفلسطينية والرسومات.
وبيّنت الحملة الوطنية تصاعد قمع السلطات السياسية وانتشار أفعال الكراهية والعنصرية المنظّمة ضد الفلسطينيين والمتضامنين المؤيّدين للحق الفلسطيني حول العالم منذ حرب الإبادة الجماعية، خاصةً في الغرب الاستعماري، حيث لا يمكن أن تُقرأ مساعي حظر ارتداء الكوفية الفلسطينية وفرض العقوبات على مُرتدينها إلا باعتبارهما امتداداً للحرب على الشعب العربي-الفلسطيني وهويته وموروثه الثقافي ومحاولات طمسِه.
وتساءلت الحملة الوطنية خلال بيانها عن أسباب منع الطلبة المصريين من إظهار دعمهم المعنوي لفلسطين ولمصلحة من؟ بينما تمتلئ جامعات العالم بالأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة لها؟.
وبالمقابل لفت البيان إلى بروز نماذج مبدئية مثل الكاتبة الحائزة على جائزة بوليتزر "جومبا لاهيري"، التي رفضت قبول جائزة إيسامو نوجوتشي للعام 2024 من متحف نوجوتشي في مدينة نيويورك احتجاجاً على طرده لثلاثة موظفين، بسبب ارتِدائهم الكوفية الفلسطينية.
واختتمت حركة المقاطعة البيان بتساؤلات حول: "هل يعقل أن يُمنع الطلبة المصريون من ارتدائها، وهم الذين لطالما شكّلوا طليعة قوى التغيير وكانت فلسطين، ونضال شعبها الحرّ إحدى ركائز نضال شعوبنا؟ أيعقل أن يكون موقف الأدباء والمثقفين والناشطين الأجانب أكثر مبدئيّةً من وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات في مصر؟".