مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الـ443 يواصل جيش الاحتلال تصعيد عملياته العسكرية، مستهدفًا منازل المدنيين والبنية التحتية في مختلف أنحاء القطاع، واستهدف الاحتلال مستشفى كمال عدوان في الشمال المحاصر بإطلاق النار المباشر على بوابتها كما استهدفها بواسطة روبوتات مفخخة وطائرات مسيرة ما أحدث أضراراً واسعة وترويع للكوادر الطبية والجرحى تزامناً مع شن غارات واسعة على مناطق متعددة وسط وجنوب القطاع.
و قالت وزارة الصحة في غزة: إن مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة تعرض فجر اليوم لقصف جوي ومدفعي عنيف ومكثف، خصوصاً قسم الرعاية والحضانة الذي أصيب بأضرار جسيمة.
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد حاصر المستشفى بواسطة روبوتات مفخخة وطائرات مسيًرة واستهدف أقسامها ومنها قسم الرعاية والحضانة، بقصف عنيف وغير مسبوق بدون إنذار.
وأظهرت صور احتماء الجرحى والكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان داخل أروقته جراء القصف المتواصل وإطلاق النار.
وكشف مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، الدكتور حسام أبو صفية، عن وضع كارثي يهدد حياة 150 مدنيًا، بينهم أطفال حديثو الولادة، نتيجة استمرار القصف المدفعي واستهداف البنية التحتية الحيوية للمستشفى.
وانقطعت الكهرباء تماما عن المستشفى إثر استهداف مسيرات إسرائيلية مولدات الكهرباء فيها، وأكد صفية أن المولدات دُمرت والخطر يهدد خزان الوقود، مما قد يتسبب بكارثة واسعة النطاق، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الهجمات الوحشية والعشوائية على منشأة طبية تخدم شمالي قطاع غزة.
من جهته، قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة د. مروان الهمص: إنما يحدث في مستشفى كمال عدوان قتل متعمد من قبل الاحتـلال، موضحاً أن خروج المرضى من مستشفى كمال عدوان يعني موتهم المحتم.
وأكد أنه لا يوجد وسيلة آمنة لإخراج المرضى والطواقم من المستشفى.
وأشار الهمص إلى أنهم تواصلوا مع منظمة الصحة العالمية ووكالة "أونروا" لكن دون جدوى، مطالباً الجهات الدولية بالتدخل لوقف الاعتداء على مستشفى كمال عدوان بعد أن فقدوا الاتصال بالطاقم الطبي داخل المستشفى فيما تستهدف قناصة الاحتلال كل من فيها.
ومن ناحيته، طالب رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة منظمة الصحة العالمية بالاطلاع على الوضع بمستشفى كمال عدوان، واصفاً الوضع الطبي في قطاع غزة بالكارثي، ومشيراً إلى أن الاحتلال يواصل عدوانه على القطاع بغطاء أمريكي رغم القرارات الدولية.
وفي سياق استمرار عدوان الاحتلال على شمال قطاع غزة المحاصر، شنّ جيش الاحتلال غارات مكثفة على مناطق متفرقة في بيت حانون وعزبة بيت حانون شمال غزة.
فيما ارتقى 5 فلسطينيين بينهم 4 أطفال في قصف "إسرائيلي" على منطقة جباليا النزلة شمالي القطاع.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 32 فلسطينياً، وإصابة 54 خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكدة أنه لا تزال أعداد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبهذا وثقت الصحة في آخر تحديث صادر عنها ظهر اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" إلى 45 ألفاً و 259 شهيداً، و107 آلاف و 627 جريحاً منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر محلية بتصاعد هجمات الاحتلال على قطاع غزة فجر اليوم الأحد 22 كانون الأول/ ديسمبر، حيث أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 28 فلسطينياً، 19 منهم شمالي القطاع.
وعقب هذا البيان، أصيب 17 نازحاً فلسطينياً جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع "كواد كوبتر" في ساحة مدرسة بمنطقة المخيم الجديد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وتعد المدرسة مأوى لعشرات العائلات النازحة بسبب القصف المستمر على القطاع.
وواصل جيش الاحتلال عمليات تدمير مباني سكنية شماليّ مخيم النصيرات تزامناً مع قصف مدفعي متواصل.
وأظهرت صور تشييع عدد من الشهداء الفلسطينيين في مستشفى العودة بمخيم النصيرات، حي شهد المخيم قصفًا مكثفًا استهدف منزل لعائلة أبو خاطر ومسجد حسن البنا، ما أسفر عن أضرار بالغة وخسائر بشرية.
كما ارتقى 13 فلسطينياً غالبيتهم من الأطفال والنساء في استهداف الطيران الحربي الليلة الماضية منزلاً مكوّناً من ثلاثة طوابق في دير البلح وسط القطاع.
وفي وقت لاحق، استشهد فلسطينيان وأصيب 7 آخرون تم نقلهم إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات جراء قصف "إسرائيلي" استهدف مجموعة فلسطينيين في منطقة بلوك (3) بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
في مدينة غزة، كثف جيش الاحتلال غاراته الجوية على منازل السكان ومراكز إيواء النازحين مرتكباً مزيداً من المجازر والجرائم بحق العائلات الفلسطينية.
واستشهد ثمانية فلسطينيين على الأقل، بينهم أطفال وأصيب آخرون جراء قصف "إسرائيلي" على مدرسة "موسى بن نصير" التي تؤوي آلافق النازحين بحي الدرج شمال شرقي مدينة غزة.
وأظهرت صور مشاهد قاسية لجثامين الأطفال الذين ارتقوا جراء استهداف المدرسة بعد نقلهم إلى المستشفى الأهلي المعمداني بمدينة غزة.
وتم نقل 4 شهداء وعدد من المصابين إثر استهداف طائرة مسيّرة "إسرائيلية" سيارة مدنية في شارع الجلاء في مدينة غزة، إلى مستشفى المعمداني.
كما استهدف قصف مدفعي مجموعة من الفلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد شخصين.
وجنوبي قطاع غزة، جدد جيش الاحتلال قصفه المدفعي بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات شرقي بلدة خزاعة قرب مدينة خان يونس، بينما تم انتشال جثامين ثلاثة شهداء جميعهم في العشرينات من العمر، نتيجة قصف "إسرائيلي" استهدف منزلاً في شرقي مدينة رفح.
و نعى مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) الصحفي "حازم أبو عرقوب" الذي استشهد مع زوجته في غارة "إسرائيلية" على خان يونس جنوبي القطاع.
ووثق المركز استشهاد 6 صحفيين خلال أقل من شهر في القطاع جراء الغارات "الإسرائيلية" لافتاً إلى أن جيش الاحتلال ينتهج شن هجمات قاتلة ضد الصحفيين وعائلاتهم منذ 7 أكتوبر 2023.
واستكر حماية التصعيد الخطير الذي يستهدف الصحفيين الفلسطينيين أثناء أداء واجبهم المهني داعياً المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في غزة وتقديم مرتكبيها للعدالة.
وعلى صعيد آخر، حذرت بلدية غزة من انهيار بيئي وشيك في المدينة نتيجة شح المياه، وتسرب مياه الصرف الصحي، وتراكم النفايات بفعل استمرار العدوان "الإسرائيلي".
وأوضحت البلدية أن تعطل محطات الصرف الصحي أدى إلى تدفق المياه العادمة نحو بركة الشيخ رضوان، ما يفاقم من خطر التلوث البيئي.
وأشارت البلدية إلى أن العدوان تسبب في تدمير أكثر من 85% من المعدات الهندسية الثقيلة، و50% من آليات الصرف الصحي ومعالجة النفايات.