يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حربه الإبادية على قطاع غزة لليوم الـ444 على التوالي، مستهدفًا بشكل متكرر مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، في سياق سياسة ممنهجة لتدمير البنية الصحية وعرقلة جهود الإغاثة شمالي قطاع غزة
وفي الجنوب، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة بحق النازحين في منطقة "المواصي"، التي زعم مسبقًا أنها "منطقة آمنة"، حيث استشهد 8 فلسطينيين، بينهم أطفال، إثر قصف استهدف خيام النازحين.
كما استهدفت غارة إسرائيلية سيارة في المنطقة ذاتها، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب 5 مجازر بحق العائلات خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفرت عن 58 شهيدًا و86 إصابة وصلت إلى المستشفيات.
وأوضحت الوزارة أن هناك عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، فيما ارتفعت حصيلة العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 45,317 شهيدًا، و107,713 إصابة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية ووسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمدنيين العالقين تحت القصف.
ومنذ الليلة الماضية حتى فجر اليوم الاثنين 23 كانون الأول/ ديسمبر، بلغت أعداد شهداء غارات الاحتلال على مناطق مواصي خانيونس ومحافظة رفح 18 شهيداً.
وشمال قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال عدوانه على مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة المحاصر، حيث أطلق الاحتلال بواسطة آلياته نيرانه بكثافة على المستشفى، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عنه، بينما وجه المحاصرون داخله نداء استغاثة مؤكدين أنهم مهددون بالموت جوعا أو بنيران الاحتلال.
مدير مستشفى كمال عدوان د. حسام أبو صفية، قال:" بالأمس، وبشكل مفاجئ اقتربت الدبابات والجرافات من البوابة الغربية لمستشفى كمال عدوان تحت نيران كثيفة موجهة نحو المستشفى وأقسامه.. تم استهداف إحدى المولدات، مما أدى إلى إخراجه تمامًا عن الخدمة بسبب الحريق.. كانت هناك محاولات لاستهداف خزان الوقود، لكن لحسن الحظ، لم ينفجر".
وأكد أبو صفية خلال بيان مقتضب له أن هناك 91 مريضا في المستشفى، بما في ذلك الكبار في السن والأطفال والنساء حيث لا يزالون يقدموا الحد الأدنى من الخدمات".
وأشار إلى أنهم قد طالبوا من المجتمع الدولي الحماية والمساعدة الإنسانية، وطالبوا بفتح ممرات إنسانية لإدخال ما هو مطلوب، إلا أنهم لم يتلقوا سوى كمية صغيرة جدا من المساعدات، لافتاً إلى مواصلة مناشدة المجتمع الدولي بالحماية والقيام بدوره.
كما بيّن أبو صفية أنهم يواجهون تهديدا مستمرا يوميا بفعل القصف المستمر من جميع الاتجاهات، مما يؤثر في المبنى والأقسام والموظفين مؤكداً أنها حالة خطيرة للغاية ومرعبة، ويجب على العالم أن يفهم أن المستشفى يتعرض للاستهداف بنية القتل والتهجير القسري.
وأكد أن القصف "الإسرائيلي" على المستشفى لم يتوقف طوال الليل، حيث تم تدمير المنازل والمباني المحيطة ومنذ صباح اليوم، تم استهداف المستشفى بقنابل في ساحاته وعلى سطحه، ألقتها الطائرات المسيرة، مما يهدد مرة أخرى إمدادات الوقود والأكسجين.
وحث المجتمع الدولي على التدخل بسرعة ووقف هذا الهجوم العنيف علينا، لحماية النظام الصحي، والعاملين، والمرضى داخله.
من جهته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تهديدات الاحتلال المتكررة ضد مستشفى كمال عدوان، مطالباً منظمة الصحة العالمية بسرعة إرسال وفد ميداني عاجل للوقوف على حجم الجريمة، ولحماية المستشفى والطواقم الطبية، وتوفير ممرات آمنة بالسرعة الممكنة.
وقال الإعلام الحكومي في بيان له: "يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جريمة وحرب الإبادة الجماعية، ويصعّد عدوانه، ويستمر في ارتكاب الانتهاكات الخطيرة بحق المؤسسات الصحية والطواقم الطبية، والتي كان آخرها التهديد بإخلاء واقتحام وقصف مستشفى كمال عدوان بمحافظة شمال قطاع غزة، وكذلك تهديد حياة الكوادر الصحية العاملة بداخله، وإجبار الطواقم الطبية والمرضى على إخلائه، وحرمان مئات المرضى والجرحى من حقهم في تلقي العلاج والرعاية الصحية".
وعلى صعيد متصل، أطلقت زوارق جيش الاحتلال الحربية قذائف على المخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة، بينما في مدينة غزة شن الاحتلال غارات استهدفت شقة سكنية بحي التفاح، ما أدى لإصابة اثنين من الفلسطينيين.
ومن جهة أخرى، أعلنت منظمة أوكسفام غير الحكومية أن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال شهرين ونصف الشهر، كما دقت ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت أوكسفام في بيان إن "تأخيرات متعمدة وعمليات عرقلة ممنهجة من جانب الجيش الإسرائيلي، أدت إلى تمكين 12 شاحنة فقط من إيصال مساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً"، بما يشمل عمليات التسليم حتى يوم السبت، وذلك "من بين الشاحنات القليلة الـ34 المحملة بالغذاء والماء التي سُمح لها بالدخول إلى محافظة شمال غزة خلال الشهرين ونصف الشهر الماضية".
وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى أنه "في حالة ثلاثة منها، وبمجرد توزيع الطعام والماء على المدرسة التي لجأ إليها سكان، تم إثر ذلك إخلاؤها وقصفها بعد ساعات قليلة".