تدخل حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الـ 449 على التوالي، فيما ارتفع عدد الشهداء في القصف "الإسرائيلي" على مختلف مناطق القطاع منذ الفجر حتى ظهر اليوم السبت، إلى 13 شهيداً، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون والنازحون شمالي قطاع غزة المحاصر مع انهيار المنظومة الصحية بعد أن أخرج جيش الاحتلال المستشفيات الثلاثة عن الخدمة بفعل عمليات الإحراق والتدمير التي ترتكب منذ أيام.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتكاب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرتين ضد العائلات في القطاع خلال 24 ساعة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 48 شهيداً و52 جريحاً، مشيرة إلى أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.

وبهذا يرتفع عدد ضحايا حرب الإبادة المستمرة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 إلى 45 ألفاً و484 شهيداً و108 آلاف و90 جريحاً.

وأكدت مصادر محلية ووسائل إعلام فلسطينية فجر اليوم استشهاد عدد من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، حرقًا بنيران متعمدة أضرمتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي".

يعيش سكان شمالي قطاع غزة المحاصر أوضاعاً مزرية في ظل وحشية يمارسها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بحق النازحين والطواقم الطبية، إبان ليلة قاسية أحرق خلالها مبان من مستشفى كمال عدوان ودمر البنية التحتية للمستشفى الاندونيسي الذي أجلي إليه المرضى والجرحى وأصبحوا يعانون وضعاً صعباً للغاية، في ظل انعدام الماء والكهرباء والأغطية والطعام وباقي المستلزمات الأساسية.

وأكدت وزارة الصحة في غزة بأن قوات الاحتلال اقتادت العشرات من طواقم مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك مدير المستشفى حسام أبو صفية، إلى مركز للتحقيق، قبل أن تؤكد لاحقًا اعتقاله رسميًا.

وقال مدير الصحة في غزة: "فقدنا أثر 10 من أفراد طواقمنا الطبية في مستشفى كمال عدوان ولا نعرف شيئًا عن مصيرهم، الاحتلال خدع الطاقم الطبي واعتقلهم ومن بينهم الدكتور حسام أبو صفية".

وفي وقت سابق، أكد مدير مستشفى العودة أنه لا معلومات مؤكدة بشأن مصير مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية مشيراً إلى أن الاحتلال أحرق مستشفى كمال عدوان وأخرج آخر قسم للعناية المركزة في شمالي قطاع غزة عن الخدمة، موضحاً أن هناك جراحان فقط في مستشفى العودة يقدمان الخدمات الجراحية في شمال القطاع.

المكتب الإعلامي الحكومي أدان من جهته، هذا الاعتداء "السافر" الذي اعتبره جريمة حرب مكتملة الأركان وخرقًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، ويهدف إلى القضاء التام على النّظام الصّحي في قطاع غزة، كجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد الإعلام الحكومي أن جيش الاحتلال أحرق ودمّر مستشفى كمال عدوان وأخرجه عن الخدمة، ومن ثم اقتاد الطواقم الطبية والجرحى ومرافقيهم إلى جهة مجهولة، عقب إجبارهم على خلع ملابسهم تحت تهديد السلاح مؤكداً انقطاع كامل الاتصال مع إدارة المستشفى وكوادره منذ ساعات طويلة.

أيضاً، الدفاع المدني الفلسطيني أكد أن الاحتلال اعتقل ثلاثة من ضباط الإطفاء شمالي القطاع، وهم ضابط الإطفاء يحيى سعيد سحويل، ضابط الإطفاء حافظ أحمد أبو جراد، ضابط الإنقاذ محمد وائل عطالله وبذلك يرتفع إجمالي عدد المعتقلين من الدفاع المدني في عموم القطاع الذين اختطفهم الاحتلال خلال هذه الحرب إلى 26 معتقلاً لا يعرف مصيرهم حتى الآن.

وأوضح جهاز الدفاع المدني الفلسطيني أن محافظة بيت حانون تعيش في هذه اللحظات ظروفاً إنسانية كارثية غير مسبوقة وتتعرض لهجوم "إسرائيلي" عنيف، يستهدف الأحياء السكنية بشكل ممنهج، مشيراً إلى أنهم لم يتمكنوا من الوصول للشهداء والمصابين في بيت حانون، بسبب خروج المنظومة الصحية وطواقمهم عن الخدمة، داعياً المجتمع الدولي للتحرك الفوري والعاجل لوقف العدوان وإنقاذ المدنيين.

يأتي هذا، فيما يستمر القصف "الإسرائيلي" على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ووسط القطاع قصف الاحتلال "الإسرائيلي" منزلًا لعائلة النعامي في مخيم المغازي، ما أدى لاستشهاد 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وجنوبي القطاع، شن الاحتلال قصفاً مدفعياً استهدف شرق مدينة خان يونس بينما جرح عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعي تجاه خيام النازحين في "مواصي" مدينة رفح، في الوقت الذي يطلق فيه الاحتلال بواسطة زوارق حربية النار تجاه ساحل بحر مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد