علت أصوات التكبيرات، وصدحت الأناشيد الوطنية في شوارع مخيم نهر البارد شمال لبنان صباح اليوم الأحد 19 كانون الثاني/يناير، احتفالاً بسريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأقام أهالي المخيم حواجز محبة، ووزعوا الحلويات على المارة، تعبيراً عن الفرح والاعتزاز بصمود شعبهم ومقاومته التي أفشلت مخططات الاحتلال في تهجير أهالي غزة.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد، بعد 471 يوماً من حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع، التي أسفرت عن ارتقاء 46,913 شهيداً وإصابة 110,750 جريحاً، وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة في غزة.

فرحة النصر وصمود الشعب الفلسطيني

في حديث مع والد الشهيد محمد الرنتيسي "أبو علي"، الذي استشهد على الحدود اللبنانية الفلسطينية أثناء مشاركته في معركة طوفان الأقصى دعماً وإسناداً لغزة، قال:"نعيش اليوم فرحة النصر وصمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه الجلاد الصهيوني المدعوم من العالم. هذا يوم الحرية الذي ضحى من أجله الأبطال بأرواحهم. شعبنا الفلسطيني لم ولن يُهزم، فهو شعب العزة والمقاومة الذي يرفع رايات النصر فخراً بتضحيات أبنائه".

وأضاف:"اليوم نحتفل بانتصار أهل غزة، أبناء العزة والإباء، أبناء المساجد وروادها".ووجه تحية إلى الشهداء الأبطال، قائلاً:"تحية إلى الذين فتحوا قوافل المجد بدمائهم الطاهرة، وعلى رأسهم المجاهد محمد عبد العزيز الرنتيسي "أبو علي"، ابن حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس، الذي ارتقى في معركة طوفان الأقصى دفاعاً عن القدس وفلسطين".

وأكد الرنتيسي أن معركة طوفان الأقصى كانت نقطة تحول، قائلاً: "هذا النصر جاء بفضل صمود الشهداء والمقاومين من مختلف الفصائل الفلسطينية، ودعم الأشقاء والأصدقاء من لبنان، واليمن، والعراق، وإيران، والشهيد السيد حسن نصر الله. هذا هو انتصار دماء الشهداء الطاهرة".

من جانبه، قال علاء حمودة، أحد اللاجئين الفلسطينيين في المخيم: "نبارك هذا النصر العظيم لأهل غزة الصامدين الذين قدموا أغلى التضحيات لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر. نحن فخورون بكل المقاومين الذين وقفوا إلى جانب شعبنا".

وأكد أبو أيمن عقل أن النصر لأهالي قطاع غزة هو خطوة نحو تحرير القدس، قائلاً:"سنصلي في القدس وسننتصر على هذا الاحتلال الغاشم."

أما  اللاجئ محمد داوود، فقد أضاف:"نثمّن صمود ومعاناة أهل غزة، ونبارك هذا النصر التاريخي. نحن على درب الشهداء ماضون حتى تحرير كامل فلسطين."

من جهته، عبّر أحمد داوود عن اعتزازه بالمقاومة، قائلاً:"نشكر المقاومة وأهل غزة الذين صبروا على القتل والدمار حتى تحقق هذا النصر العظيم، الذي رفع رؤوسنا جميعاً."

وتشهد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ صباح اليوم مسيرات شعبية حاشدة ووقفات دعماً لصمود أهالي غزة واحتفاءً بوقف إطلاق النار، الذي أنهى أكثر من 15 شهراً من العدوان والمجازر "الإسرائيلية".