شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان اليوم الأحد 19 كانون الثاني/يناير مسيرات حاشدة تحية لقطاع غزة، واحتفاء بدخول اتفاق وقف إطلاق النار فيه حيز التنفيذ بعد مرور أكثر من 15 شهراً من حرب الإبادة "الإسرائيلية" ما يعادل 471 يوما ارتكب خلالها الاحتلال أبشع مجازر الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.
ومن مخيم نهر البارد شمالاً إلى مخيمات صور جنوباً، علت أصوات التكبيرات في المساجد منذ ساعات الصباح وصدحت حناجر اللاجئين الفلسطينيين هاتفة لغزة، تحيي صمود أهلها وأوراح شهدائها.
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة صباحاً أقام أهالي مخيم نهر البارد صباحاً حواجز محبة ووزعوا الحلويات على المارة تعبيراً عن الفرح بأن "أهالي قطاع غزة صمدوا وأفشلوا مخططات الاحتلال من تهجير أهالي قطاع غزة إلى تقسيمه والقضاء على مقاومته"، بحسب ما عبّر كثير من المشاركين في هذه الفعالية.
كما نظمت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام لفظ الجلالة في المخيم وجابت شوارعه حمل خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية مرددين الهتافات الداعمة للمقاومة ولثبات وصمود الأهالي في قطاع غزة.
كل التحية لغزة .. لنسائها وأطفالها ورجالها
وفي ختام المسيرة، قال مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي بمنطقة الشمال بسام موعد في كلمة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية: "إن الله عز وجل أعز هذه الأمة بالنصر العظيم، ورغم الجراح والألم الكبير إلا أن غزة انتصرت نصراً استراتيجياً رغماً عن العدو"، ولفت موعد إلى أن "الاحتلال أراد أن يكسر المقاومة في غزة ولكنه لم يستطع لأن المقاومة انتصرت بفضل توحدها ورص صفوفها".
وعلى صعيد متصل، وجه مسؤول جبهة النضال في الشمال جورج الشنص في كلمته التحية لقطاع غزة قائلاً: كل التحية من هنا من مخيم نهر البارد لأهلنا في غزة ومقاومتها ورجالها ونسائها وأطفالها الذين صمدوا 471 يوما في وجه هذا الكيان الصهيوني الغاصب.
وفي كلمة الشعب اللبناني هنأ جمال سكاف رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية أجمع بـ "انتصار غزة الساحق"، كما وجه التحية لـ "جبهات الإسناد التي قاومت الاحتلال وبذلت الدماء".
مسيرة في #مخيم_نهر_البارد شمالي #لبنان تحية لقطاع #غزة بعد وقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" عليه pic.twitter.com/39iekkC2Ax
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 19, 2025
تحية للشهداء من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال معركة طوفان الأقصى
أما في مخيم البداوي، فقد نظمت المؤسسات الكشفية والأندية الرياضية والثقافية والروابط الطلابية بعد ظهر اليوم مسيرة مؤسساتية تحت عنوان "الطوفان الهادر: نصر يعيد أمل التحرير" احتفاء بانتهاء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة، بمشاركة المئات من أبناء المخيم.
وانطلقت المسيرة من حاجز المخيم الجنوبي وجابت شوارعه حمل المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية والفصائلية وصور الشهداء القادة وصور الشهداء الذين ارتقوا خلال معركة طوفان الأقصى من أبناء المخيمات الفلسطينية، وارتدى المشاركون الكوفية الفلسطينية.
وفي مخيم برج البراجنة في بيروت، وزع الأهالي الحلوى في المخيم فرحاً بوقف إطلاق النار وللانتصار الذي حققته المقاومة في غزة، حيث شهدت شوارع المخيم الدبكات الفلسطينية والأناشيد الوطنية وصورا للشهداء القادة "يحيى السنوار وصالح العاروري".
وفي مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، كانت أضخم المسيرات التي خرج بها أهالي المخيم لتحية المقاومة الفلسطينية وأهالي قطاع غزة وذلك مع بدء سريان وقف إطلاق النار.
كما وضع الأهالي شاشة كبيرة في وسط المخيم وتجمهروا حولها وبثوا عليها كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
وعلى الصعيد ذاته، احتشد أهالي مخيم برج الشمالي على وقع الأناشيد الوطنية والهتافات الداعمة للمقاومة بوقفة أمام مدخل المخيم ابتهاجاً بسريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وذلك عصر اليوم.
وفي كلمته التي ألقاها خلال الوقفة، وجه المسؤول السياسي بحركة حماس في المخيم محمود طه التحية للشعب الفلسطيني في غزة والمقاومة التي خاضت المعركة طيلة الشهور الماضية حتى آخر نفس، والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال والشهداء من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والشهداء اللبنانيين الذي ارتقوا خلال معركة طوفان الأقصى.
كما جابت مسيرة جماهيرية شوارع مخيم الرشيدية جنوبي لبنان شاركت فيها الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمؤسسات الكشفية شوارع المخيم حمل المشاركون خلالها العلم الفلسطيني وصور الشهداء وسط أناشيد فلسطينية داعمة للمقاومة.
فرحتنا كبيرة بانتهاء الحرب لكن لا ننسى الشهداء والجرحى الذين دفعوا الثمن
وفي بعلبك، نظّم كشافة بيت المقدس في مخيم الجليل مبادرة رمزية احتفاء بوقف إطلاق النار في غزة، حيث أقاموا "حواجز محبة" عند مدخل المخيم ووزّعوا الحلوى على المارة، كما جاب أهالي المخيم شوارعه حاملين الأعلام الفلسطينية مرددين هتافات داعمة للمقاومة وغزة.
وقالت إحدى النساء في المخيم "فرحتنا كبيرة بالنصر، لكن لا ننسى شهداءنا وجرحانا الذين دفعوا الثمن".
من جهتها قالت أم مزيد إحدى كبار السن في المخيم: إنها عاشت النكبة عام 1948 ورأت الكثير من الحروب، لكنها اليوم تشعر أن الشعب الفلسطيني أقرب للنصر.
وأردفت: صمود غزة هو صمود لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج، وإن وقف إطلاق النار اليوم هو ثمرة دماء وتضحيات أبنائنا.
أما الطفلة ليان هدروس فعبرت عن فرحتها قائلة: "انبسطنا كتير لما وقف إطلاق النار، الأطفال في غزة تعبوا كثير ونحنا هون كنا ندعي دايما إنو الحرب توقف".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد، بعد 471 يوما من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع التي أسفرت عن ارتقاء 46,913 شهيداً وإصابة 110,750 وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة في غزة.