حذرت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، من احتمال ارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية في الضفة الغربية، مشابهة لتلك التي ارتكبتها في قطاع غزة.
جاء هذا التحذير في منشور لها على منصة “إكس”، اليوم الأربعاء 22 كانون الثاني/ يناير، حيث علقت على العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.
وذكرت ألبانيز في منشورها: "جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة إذا لم يتم إجبارها على التوقف".
وأتى هذا التصريح في وقت بلغ فيه عدد الشهداء نتيجة العدوان "الإسرائيلي" على جنين ومخيمها 10 شهداء، بينهم طفل، إضافة إلى أكثر من 40 جريحاً.
وفي السياق، قال مدير شؤون "أونروا" في الضفة الغربية، رولاند فريدريك، إن القوات "الإسرائيلية" شنت أمس عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها، باستخدام غارات جوية وأسلحة متقدمة. وأضاف أن العملية من المتوقع أن تستمر عدة أيام.
وأشار إلى أن المخيم أصبح شبه غير صالح للسكن؛ بسبب الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من شهر، مع نزوح حوالي 2,000 عائلة منذ منتصف كانون الأول، ما أثر في قدرة "أونروا" على تقديم خدماتها.
ويوم أمس الثلاثاء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء العدوان "الإسرائيلي" على جنين ومخيمها.
وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام يشعر بقلق شديد بشأن العنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما العدوان المكثف على جنين.
وحذر غوتيريش من "خطر أن تشعر إسرائيل أن هذه هي اللحظة المناسبة لضم الضفة الغربية وإبقاء الوضع في غزة في حالة من الغموض". كما عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق بشأن سلامة الفلسطينيين في المنطقة.
الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من الأهداف "الإسرائيلية" في #الضفة_الغربية و #قطاع_غزة pic.twitter.com/o82oEckPuY
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 22, 2025
وفي اليوم الثاني للعدوان، استمرت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في هجماتها على جنين ومخيمها. وأفادت مصادر ميدانية باعتقال الشاب الجريح أشرف بحر ووالده وشقيقه من المخيم، بالإضافة إلى استيلاء القوات على منزل وتحويله إلى نقطة تمركز عسكرية في خلة الصوحة.
كما أجبرت قوات الاحتلال عدداً من الفلسطينيين على النزوح من منازلهم في أحياء متعددة داخل المخيم، من بينها شارع مهيوب وجبل أبو ظهير، إلى منطقة واد برقين.
وقال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، في تصريح لوكالة "وفا"، إن قوات الاحتلال أجبرت الأهالي على النزوح عبر مكبرات الصوت، حيث فتحت ممراً وحيداً باتجاه دوار العودة، ما أدى إلى تكدس العائلات في واد برقين.
وأضاف أن البلدية تواصلت مع بلديات برقين وكفر دان وعرابة لإرسال مركبات لنقل العائلات وتأمينها في هذه البلدات.
وأوضح جرار أن طواقم البلدية تواجه صعوبات كبيرة في التحرك بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال، ما يعقد عملية إحصاء العائلات التي نزحت. كما أشار إلى أن مستشفى جنين الحكومي بات في وضع حرج، حيث علق داخله نحو 600 فلسطيني منذ بدء العدوان يوم الثلاثاء، مع منع الاحتلال خروجهم ونفاد الغذاء.
وبلغ عدد شهداء مدينة جنين ومخيمها منذ يوم أمس الثلاثاء، 10 شهداء بينهم أطفال، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أسماء 9 شهداء وهم: خليل طارق السعدي (٣٥ عاماً)، خلف أحمد جمحاوي (٢٦ عاماً)، حسين عبد المنعم أبو الهيجاء (٣٨ عاماً)، يوسف خليل أبو عواد (٤٢ عاماً)، الطفل معتز عماد أبو طبيخ (١٦ عاماً)، أحمد نمر الشايب (٤٣ عاماً)، أمين صلاحات الأسمر (٥٧ عاماً)، رائد حسين أبو السباع (٥٣ عاماً)، و عبد الوهاب أحمد السعدي (٥٣ عاماً).