شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، الخميس 23 كانون الثاني/ يناير، انعقاد ورشة عمل حوارية بعنوان "الأونروا: الواجبات والتحديات"، نظمتها لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان.

وجرت الورشة في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات في سفارة السلطة الفلسطينية، بحضور شخصيات سياسية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، إلى جانب خبراء ومتخصصين في شؤون اللاجئين.

وافتتح اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، حيث تحدث سرحان يوسف باسم اللجان الشعبية مشيراً إلى أن الورشة تهدف إلى التصدي للتحديات التي تواجه "أونروا"، التي وصفها بأنها تهدف إلى القضاء عليها وتحويل مسؤولياتها إلى المفوضية العليا للاجئين، في محاولة لتقويض حق العودة.

وأكد يوسف أن "أونروا" أنشئت بموجب قرار دولي لضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، داعياً المجتمع الدولي إلى تمويل مستدام للوكالة وضمان استمرار خدماتها في الأقاليم الخمسة، مع التركيز على أوضاع اللاجئين في لبنان الذين يعانون ظروفاً اقتصادية ومعيشية قاسية.

فتحي أبو العردات، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، عن تداعيات العدوان "الإسرائيلي" الأخير على غزة، مسلطاً الضوء على القوانين التي أقرها الكنيست "الإسرائيلي" لحظر عمل "أونروا" وتقويض ولايتها.

ولفت إلى أن هذه الإجراءات تؤثر بشكل خاص على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين يعانون من غياب الحقوق الأساسية وتفاقم الأزمات الاقتصادية.

وأشار أبو العردات إلى الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس على المستويين العربي والدولي لمواجهة المخططات "الإسرائيلية"، داعياً "أونروا" إلى مواصلة تقديم خدماتها رغم الضغوط.

من جانبه، أشاد أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، بالمبادرة التي أتاحت عقد الورشة في لبنان.

ولفت إلى أن استهداف "أونروا" يمثل محاولة لطمس قضية اللاجئين وشطب قرار 194. وأكد أن الوكالة يجب أن تستمر في عملها حتى يتم التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل، محذراً من مخاطر تنفيذ قرارات الكنيست التي تستهدف عمل الوكالة في القدس.

وأوضح أبو هولي أن تقليص خدمات "أونروا" أو إنهاء عملها يمثل تهديداً وجودياً للاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية ترفض أي سيناريوهات بديلة أو محاولات لتحميل الدول المضيفة مسؤوليات الأونروا.

وفي كلمته، شدد السفير أشرف دبور على أن "أونروا" أنشئت بقرار أممي، وليس بإرادة "إسرائيلية" أو أمريكية، وأنها تشكل حقاً مكفولاً للشعب الفلسطيني حتى تحقيق عودته.

وأكد أن التصويت الدولي المتكرر على تمديد ولاية الوكالة يثبت تمسك العالم بحقوق اللاجئين الفلسطينيين. وطالب دبور الوكالة بعدم الانصياع للقرارات الإسرائيلية التي تستهدف إغلاق مقراتها في القدس، داعياً إلى تعزيز حضورها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والأقاليم الأخرى، مشيراً إلى إمكانية استمرارها في تقديم الخدمات حتى في ظروف صعبة كالعمل من داخل الخيام.

تحذيرات من أزمة مالية ونداء دولي للتحرك

وتطرقت الورشة إلى الأزمة المالية التي قد تواجهها "أونروا" في عام 2025، نتيجة تقليص الدعم الدولي. وحذر المتحدثون من تداعياتها على اللاجئين، الذين يعتمدون على خدمات الوكالة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وأكد المشاركون في ختام الورشة على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية والسياسية للحفاظ على دور الوكالة ومواصلة عملها، مشيرين إلى أن استهدافها هو جزء من مخطط أكبر لتقويض حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد