دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" الحكومة "الإسرائيلية" إلى التراجع عن قرارها القاضي بوقف عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في القدس وإخلاء جميع المباني التي تديرها الوكالة في المدينة بحلول يوم غد الثلاثين من كانون الثاني/ يناير.

وفي خطاب رسمي موجه إلى السفير "الإسرائيلي" لدى الأمم المتحدة "داني دانون" عبَّر "غوتيريش" عن أسفه الشديد لهذا القرار، مطالبًا الحكومة "الإسرائيلية" بسحبه، مشيراً إلى الإطار القانوني الذي يحكم أنشطة "أونروا" وأهميتها التي لا يمكن تعويضها.

وأكد الأمين العام أن أي إجراء يعوق أنشطة "أونروا" سيؤثر بشكل مباشر على تقديم الاستجابة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لافتاً إلى تأكيد الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها الصادر في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2024، على أنه لا توجد منظمة أخرى قادرة على استبدال الوكالة أو تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، كما شدد على أن تنفيذ التشريع الذي أقره الكنيست "الإسرائيلي" في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت سيقوض بشكل خطير جهود تقديم المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار.

لازاريني: تنفيذ التشريع "الإسرائيلي" سيكون كارثياً

من جانبه، حذر المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، من أن تعطيل عمليات الوكالة سيهدد وقف إطلاق النار في غزة، ويفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال لازاريني: "بعد تسعة أيام من بدء وقف إطلاق النار، نشهد تحسناً في تدفق المساعدات الإنسانية، لكن مستقبل ملايين الفلسطينيين، واستمرار وقف إطلاق النار، وآفاق الحل السياسي، باتت جميعها على المحك."

وكشف لازاريني عن دراسة جديدة تفيد بأن عدد الوفيات في غزة، والذي أعلنه سابقاً قطاع الصحة الفلسطيني بـ46 ألفاً، يمثل الحد الأدنى من التقديرات، مشيراً إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بأكثر من 40%.

وأوضح أن معظم الضحايا هم من النساء والأطفال وكبار السن، فيما يعاني الناجون من صدمات نفسية حادة.

وأكد أن "أونروا" التي تعد أكبر كيان تابع للأمم المتحدة في غزة، تقدم نصف المساعدات الطارئة، حيث قامت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بتقديم ثلثي جميع المساعدات الغذائية، وتوفير المأوى لأكثر من مليون نازح، وتطعيم 250 ألف طفل ضد شلل الأطفال.

وأضاف أن "أونروا" نجحت منذ بدء وقف إطلاق النار في إدخال 60% من المواد الغذائية إلى غزة، مقدمةً المساعدة لأكثر من نصف مليون شخص، فضلاً عن إجراء 17 ألف استشارة طبية يومياً.

وحذر "لازاريني" من أن إنهاء عمليات "أونروا" في الضفة الغربية المحتلة سيحرم اللاجئين الفلسطينيين من خدمات التعليم والصحة، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية غير قادرة مالياً على سد هذا الفراغ.

كما أشار إلى أن قرار "إسرائيل" بوقف عمليات "أونروا" في شرقي القدس سيؤثر على نحو 70 ألف مريض وأكثر من ألف طالب وطالبة، كاشفاً عن خطط "إسرائيلية" لإقامة مستوطنات غير قانونية في حي الشيخ جراح، حيث يقع مقر الوكالة الإقليمي.

هجوم إسرائيلي ممنهج على "أونروا"

واتهم "لازاريني" الحكومة "الإسرائيلية" بشن حملة تضليل شرسة ضد "أونروا"، لافتاً إلى استثمار 150 مليون دولار في جهود دعائية تهدف إلى تشويه صورة الوكالة.

وأوضح أن "إسرائيل" تنشر لوحات إعلانية في مدن كبرى حول العالم، وتمول حملات على محركات البحث لإعادة توجيه الباحثين عن معلومات حول "أونروا" إلى مواقع مليئة بالمعلومات المضللة.

كما أكد أن الوكالة تتعرض لهجوم سياسي بهدف حرمان الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، وإعادة تشكيل معايير الحل السياسي بشكل أحادي.

وشدد على أن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك حق العودة، لا تستند إلى وجود "أونروا"، بل هي حقوق أصيلة لا يمكن إنكارها، وأن إلغاء وكالة "أونروا" لا يعني إلغاء حق العودة.

واختتم "لازاريني" خطابه بالتأكيد على التزام "أونروا" بمواصلة تقديم خدماتها رغم الضغوط والتحديات المتزايدة، مشددًا على أن مستقبل الوكالة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستقرار الإقليمي وإيجاد حل سياسي دائم للقضية الفلسطينية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد