يواجه الفلسطينيون داخل مخيمي طولكرم شمال غربي الضفة الغربية (طولكرم ونور شمس) أوضاعاً إنسانية توصف بالكارثية مع تصعيد عدوان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" التي تتعرض هذه لحصار وعدوان مزدوج وسط عرقلة الاحتلال الجهود الإغاثية ومنع إدخال المستلزمات اللازمة للسكان، وسط تهجير قسري لعدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في المخيم.

ويأتي هذا في ظل عدوان متواصل منذ خمسة أيام في إطار عملية "السور الحديدي" "الإسرائيلية" التي توسعت من مدينة ومخيم جنين نحو مدينة طولكرم ومخيميها.

ووسّع جيش الاحتلال هجومه العسكري المستمر منذ خمسة أيام من مخيم طولكرم إلى مخيم نور شمس اليوم، حيث يستخدم أسلوباً موحداً في التنكيل بالفلسطينيين وتدمير منازلهم وأحيائهم وتهجيرهم بهم إلى خارج المخيمين، كما يمنعهم من اصطحاب أي مواد ومستلزمات إنسانية من الفراش والطعام والشراب في ظل النقص الفعلي لتلك المقومات على مدار أيام من الحصار الذي تشتد وطأته مع مرور الوقت.

فيصل سلامة رئيس اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "هناك حرب داخل المخيم وتفجير محلات تجارية وسيارات وبيوت سكنية وشوارع وتجريف للبنية التحتية من شبكات الصرف الصحي، وقطع للمياه والكهرباء والانترنت، ولا يوجد أي تواصل بالمخيم".

الاحتلال حوّل المنازل لثكنات عسكرية

وأكد أن الاحتلال قام خلال عمليته العسكرية المتواصلة باحتلال البيوت السكنية وتحويلها لثكنات عسكرية، وأجبر سكانها على النزوح إلى خارج المخيم، واتخذ عدداً من الشبان كدروع بشرية، وما يزال يشدد الحصار على المخيم في ظل نقص الاحتياجات الإنسانية.

وأوضح سلامة أن عدداً كبيراً من السكان أجبروا على النزوح إلى خارج المخيم، حيث تم توزيعهم على ضواحي المدينة نحو ضواحي أكتابا وذنابة والشويكي والعزب، حيث انتشروا لدى أقاربهم ومعارفهم في تلك النواحي كما نقل الهلال الأحمر الفلسطيني كثيراً من العائلات إلى مساجد المدينة.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه ساعد في إجلاء 150 فلسطينياً في مخيم طولكرم بعدما وجه لهم جيش الاحتلال أوامر بالإخلاء. 

تهجير الاهالي من مخيم طولكرم.jpg
تهجير سكان من مخيم طولكرم

وأكد رئيس اللجنة الشعبية منع الاحتلال سيارات الإسعاف والهلال الأحمر والصليب والدفاع المدني من دخول المخيم لا سيما بعد حدوث حريق بتفجير محل لإسطوانات الغاز، ما تسبب بأضرار بالغة وعرذ حياة السكان خاصة النساء والأطفال للخطر مع استمرار الحريق لساعات، حيث كانت هناك صعوبة كبيرة في إطفائه.

إدخال مواد غذائية عبر طرق تهريب لأطراف المخيم

وعملت اللجان الشعبية على إنشاء لجنة طوارئ بالاشتراك مع المؤسسات الشريكة على مستوى المحافظة والبلديات والغرفة التجارية من أجل توفير بعض المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال والمستلزمات الإنسانية الطارئة لسكان المخيم بحسب سلامة.

وذكر سلامة أن اللجنة الشعبية عملت على التنسيق مع الهلال والصليب الأحمر من أجل تأمين المواد الأساسية والطعام والشراب مع صعوبة الوصول للداخل، وعلى الرغم من عدم كفاية هذه المواد بالنسبة لأعداد النازحين الكبيرة إلى خارج المخيم.

ولفت سلامة إلى أن فرق الإغاثة استخدمت طريقة التهريب للوصول إلى أطراف المخيم، بسبب انتشار قناصة الاحتلال حول المخيم وداخله، وإطلاقها النار على كل شي متحرك، مؤكداً أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى وسط المخيم حيث تتمركز آليات وجنود جيش الاحتلال "الإسرائيلي".

وقال سلامة: "قمنا بمطالبة المؤسسات الإنسانية ومؤسسات حقوق الانسان والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ولكن لا حياة لمن تنادي مازال الاحتلال مستمر في حملته وعدوانه".

تصعيد جديد في مخيم نور شمس

هذا العدوان المستمر منذ خمسة أيام على مخيم طولكرم استنسخ جيش الاحتلال، وشن اليوم الاجمعة عدواناً مشابهاً على مخيم نور شمس.

وجرفت آليات الاحتلال الشوارع وفجر جنوده عشرات البيوت ودمروا الممتلكات العامة والخاصة كالمركبات والمحال التجارية في خطوة يسعى خلالها لتجفيف مصادر رزق الفلسطينيين.

نهاد شاويش رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس أكد في حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن طواقم الهلال الأحمر تحاول بذل جهود إنسانية كبيرة من خلال إجلاء الحالات المرضية من المخيم وإغاثة السكان بما يحتاجونه من المستلزمات كالفراش في ظل عرقلة الاحتلال للأعمال الإغاثية.

تهجير سكان من مخيم نور شمس 31-1-2025.jpg
من مخيم نور شمس

ووصف شاويش الأوضاع الإنسانية في المخيم بـ "الكارثية" حيث يطلق جيش الاحتلال النيران بشكل عشوائي على السكان عبر قناصة متمركزين فوق الأبنية العالية، مشيراً إلى نصف سكان المخيم الذين تبلغ أعدادهم 20 ألف نسمة قد نزحوا بفعل التهجير القسري تحت ضغط الترهيب والسلاح.

وذكر شاويش أن المخيم يعاني نقصاً كبيراُ في المواد الأساسية من غذاء ودواء مع انعدام المياه والكهرباء، لافتاً إلى أنهم يحاولون داخل اللجنة الشعبية مع المؤسسات الحكومية والداعمة بإغاثة الفلسطينيين.

وأكد شاويش أن نحو أكثر من 50 منزلاً جرى تفجيرهم وتدميرهم خلال العمليات "الإسرائيلية" المستمرة وسط استمرار اعتقال الفلسطينيين الذين لم يعرف أعدادهم وهوياتهم حتى اللحظة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد