تجددت معاناة النازحين الفلسطينيين داخل الخيام مع دخول المنطقة منخفضاً جوياً كبيراً، وهطول الأمطار الغزيرة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى تطاير الخيام بفعل الرياح الشديدة، لا سيما في منطقة "المواصي" الساحلية بمحافظة خانيونس جنوب القطاع التي تعج بمئات المخيمات التي نزح إليها الفلسطينيون خلال حرب الإبادة "الإسرائيلية".
وكان جهاز الدفاع قد حذر في تصريحات سابقة من خطر قدوم منخفض شتوي على آلاف النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام على مقربة من منازلهم المدمرة أو فوق ركامها ما يعرضهم لأخطار كبيرة في ظل تعمد سلطات الاحتلال عرقلة إدخال المستلزمات الإنسانية المتفق عليها طبقاً للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتفاقمت معاناة النازحين الفلسطينيين مع قدوم المنخفض المتوقع الشتوي حيث يعيش الآلاف منهم في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، لا سيما مع تدني درجات الحرارة في ساعات الصباح والمساء في ظل انعدام وسائل التدفئة ونقص المساعدات الغذائية الحاد.
ووصف الدفاع المدني الوضع في قطاع غزة بأنه "مأساوي جدا" تزامنا مع ذروة المنخفض الجوي الذي يشهده القطاع، موضحا أن مساعدات قليلة دخلت إلى القطاع، ولم تصل أي خيام أو كرفانات أو بيوت جاهزة.
وأوضح أن هناك تقصيرا واضحا من الهيئات الدولية لضمان دخول المساعدات إلى القطاع مطالباً الصليب الأحمر الدولي بالدعم الفوري لطواقمه وتزويده بآليات التدخل والإنقاذ.
ومن جهتها، أكدت بلدية غزة أنه لا إمكانيات كافية لدى البلدية لمساعدة النازحين وسط ظروف مأساوية بسبب المنخفض الجوي.
وأضافت أن مياه الصرف الصحي والأمطار دخلت مئات الخيام ومراكز إيواء النازحين في ظل عدم القدرة على التعامل مع مياه الأمطار والصرف الصحي لعدم توفر المعدات اللازمة.
الاحتلال يواصل المماطلة في إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية
يأتي ذلك، في وقت تواصل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" المماطلة والتهرب من تعهدات اتفاق وقف إطلاق النار بكل ما يتعلق في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث أظهرت بيانات الجهات الحكومية في القطاع عن عدم التزام السلطات "الإسرائيلية" بعدد الشاحنات المفروض دخولها إلى القطاع وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد أعلن عن دخول 27 شاحنة محملة بالخيام خلال 24 ساعة، إلا أنه أشار إلى أنها لا تزال غير كافية.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الاتفاقيات الواضحة التي نص عليها البروتوكول الإنساني الموقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة مؤقتة إلى قطاع غزة لاستيعاب النازحين الذين دمرت منازلهم وأحيائهم السكنية.
وأكد الإعلام الحكومي أنه في ظل استمرار وتفاقم المعاناة والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فإن الاحتلال "الإسرائيلي" لم يلتزم بتعهداته، ولم ينفذ البنود التي وقع عليها، حيث يواصل المماطلة وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية التي يحتاجها سكان قطاع غزة بصورة عاجلة.
وكذلك كان من المفترض إدخال 600 شاحنة يومياً محملة بالمساعدات والوقود، بما يشمل 50 شاحنة وقودا وغاز، و4,200 شاحنة خلال 7 أيام، بالإضافة إلى إدخال معدات الخدمات الإنسانية والطبية والصحية والدفاع المدني، وإزالة الأنقاض، وصيانة البنية التحتية، وتشغيل محطة توليد الكهرباء والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل الخدمات الإنسانية في قطاع غزة.
وفي سياق هذه المماطلات "الإسرائيلية" المستمرة بإدخال ما يلزم من مستلزمات إنسانية لا يزال 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض تعجز طواقم الدفاع المدني عن انتشالهم جراء نقص المعدات الثقيلة.