تتفاقم الأوضاع الإنسانية بوتيرة متسارعة في مخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس، الذي يتعرض لعدوان "إسرائيلي" مستمر منذ خمسة أيام، كسائر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية تحت وطأة عدوان "السور الحديدي"، حيث تقوم سلطات الاحتلال باستنساخ حرب الإبادة التي شنت على قطاع غزة من حيث التدمير والتهجير وحصار الأهالي.

تدمير البنية التحتية كان الهدف الأول لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يحققه خلال العدوان على المخيمات الفلسطينية، مترافقًا مع الحصار الشديد على السكان، وهو ما يجري حاليًا في مخيم الفارعة الذي تمنع عنه كافة أشكال المساعدات الإنسانية.

عضو اللجنة الشعبية في مخيم الفارعة، ناصر العايدي، وصف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين الوضع الإنساني بأنه صعب جدًا، مشيرًا إلى أنه لا يوجد حتى الآن أي وسيلة لتأمين الاحتياجات الأساسية لسكان المخيم بسبب رفض قوات الاحتلال دخول أي شكل من أشكال المساعدة.

وأكد العايدي أن العائلات الفلسطينية التي سيطر جيش الاحتلال على منازلها، وحولها إلى ثكنات عسكرية غادرت نحو قرى مجاورة مثل طوباس وعقابا بعد أن اضطروا إلى المغادرة بشكل قسري. ويقدر العايدي أعداد النازحين من المخيم بنحو أكثر من 200 شخص، مؤكدًا أن الاحتلال فرض تعتيما إعلاميا على المخيم ومنع الصحفيين من ممارسة عملهم، مما يحد من القدرة على معرفة الأعداد الكلية للنازحين.

وحول الأوضاع الإنسانية، أضاف العايدي أنها أسوأ من التصور، حيث لا يوجد ماء ولا غذاء، وحتى الدواء لم يعد متوفراً. لافتًا إلى أن جيش الاحتلال يمنع دفن جثة لفتاة توفيت في اليوم الأول للعدوان، ولا تزال موجودة في ثلاجة الموتى، ولم يتمكن أهل المخيم من دفنها؛ بسبب منعهم من قبل قوات الاحتلال.

وتنقطع الخدمات الأساسية من الكهرباء والماء والاتصالات عن سكان مخيم الفارعة وسط مناشدات لتوفير الخبز والطحين، في ظل قلة المواد التموينية ومعاناة المرضى من نقص الدواء مع تواصل العدوان والحصار "الإسرائيلي" وسط تدمير غير مسبوق في الممتلكات والأحياء.

وثق العايدي عمليات تخريب وتكسير واسعة لكل بيت يقوم الجنود بدخوله، فضلاً عن الاعتداء على سكان المنزل. كما بين أن الاحتلال منع اللجان الشعبية من العمل وإدخال المساعدات والغذاء والماء لأهالي المخيم، ولا يزال العمل جاريا على إدخال أي مواد تساعد سكان المخيم.



يأتي ذلك، فيما يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حصاره المشدد على مخيمات طولكرم وجنين شمالي الضفة الغربية اليوم الخميس 6 شباط/فبراير، مع استمرار عمليات نسف للمنازل والاعتقالات في صفوف السكان، في ظل تجريف متواصل للبنى التحتية وتخريب ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد