واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" توسيع عدوانه على بلدات ومخيمات شمالي الضفة الغربية، حيث شن اقتحاماً موسعاً لبلدة قباطية في محافظة جنين، وشرع في تدمير بنيتها التحتية، وذلك ضمن العدوان المستمر الذي تشهده المنطقة منذ أكثر من شهر. وبالتزامن مع ذلك، واصل الاحتلال مداهمة مخيمات وبلدات أخرى في الضفة الغربية، حيث اعتقلت العشرات من الفلسطينيين بعد اقتحام وتفتيش منازلهم.
تدمير البنية التحتية في قباطية
في صباح اليوم الأحد الموافق 23 شباط/فبراير، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوبي جنين، وبدأت بتدمير البنية التحتية، بما في ذلك خطوط الكهرباء والمياه، باستخدام الجرافات العسكرية. وتركزت عمليات التدمير بشكل رئيسي في محيط دوار القدس.
مداهمة المنازل وتحويلها لثكنات عسكرية
كما داهمت قوات الاحتلال عدة منازل ومباني في البلدة، وقامت بتفتيشها واستجواب سكانها، بينما حولت منازل أخرى إلى ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها. وأغلقت قوات الاحتلال دوار الشهداء عند مدخل البلدة، بالإضافة إلى جزء من شارع جنين-نابلس.
وشرع الاحتلال أيضاً في تدمير منطقة مثلث الشهداء والشارع الرئيسي بين جنين ونابلس، بالإضافة إلى هدم المقاهي في المنطقة وجدار مقبرة الشهداء العراقيين.
ومن جهتها، أعلنت سرايا القدس-كتيبة جنين "أن مقاتليها في قباطية تمكنوا من تفجير عبوة أرضية ناسفة بآلية عسكرية تابعة للاحتلال، مشيرة إلى استهداف قوات الاحتلال في عدة مناطق بالرصاص والعبوات الناسفة المعدة مسبقاً".
استمرار العدوان على جنين
يأتي هذا العدوان فيما لا تزال مدينة جنين تشهد هجوماً "إسرائيلياً" مستمراً لليوم الرابع والثلاثين على التوالي، مما أسفر عن استشهاد 27 فلسطينياً، وإصابة العشرات، واعتقال العديد، بالإضافة إلى تدمير غير مسبوق في المنازل والأحياء والبنية التحتية.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن جيش الاحتلال استقدم قوات من لواء "ناحل" ووحدة "دوفدفان"، مشيرة إلى بدء عملها في قرى أخرى بمنطقة جنين. كما أورد موقع "واللا" العبري أن جيش الاحتلال دفع بدبابات تابعة للواء المدرعات للمشاركة لأول مرة في العملية العسكرية بجنين، حيث تم رصد تحرك الدبابات لأول مرة منذ عملية "السور الواقي" عام 2002 في محيط المدينة.
اعتقالات في نابلس وبيت لحم
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس واعتقلت سبعة فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم في أحياء مختلفة داخل المدينة. كما داهمت قوات الاحتلال منزلاً في شارع تونس واعتقلت أحد الفلسطينيين. وفي قرية دير الحطب شرق نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين، بينهم أفراد من عائلة كساب.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع جنوبي المدينة، وتمركزت في منطقة "خربة الدير"، حيث داهمت عدة منازل وعبثت بمحتوياتها.
اعتقالات من قبل السلطة الفلسطينية
من جهة أخرى، شهدت مدينة نابلس حملة اعتقالات واسعة تشنها السلطة الفلسطينية في مناطق شمالي الضفة، طالت عدداً من المقاومين الفلسطينيين. وفي هذا الإطار، اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية المطارد خالد صباريني، قائد كتيبة "الرد السريع" في مخيم طولكرم، خلال وجوده في البلدة القديمة بنابلس.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي المستمر على الضفة الغربية، وخاصة في جنين ونابلس وطولكرم، يُفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية، مما يزيد من معاناة السكان الفلسطينيين تحت وطأة الاحتلال.