كشف عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي عن حجم المعاناة التي عاشها الأسرى داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، وذلك عقب الإفراج عنه مع أكثر من 600 أسير فلسطيني، أمس الخميس 27 شباط/ فبراير، ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل وفق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

يُعرف البرغوثي بأنه أقدم أسير فلسطيني وأحد رموز الصمود الفلسطيني في سجون الاحتلال، حيث قضى أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، ونال حريته اليوم بعد 45 عاماً قضاها خلف القضبان "الإسرائيلية".

ظروف قاسية قبل الإفراج

وصف البرغوثي معاناة الأسرى خلال الساعات الأخيرة التي سبقت الإفراج عنهم، قائلاً: "الاحتلال استخدم كل أساليب القمع والتنكيل، في محاولة منه للانتقام؛ مما حققته المقاومة الفلسطينية في غزة".

وأضاف خلال أحاديث صحفية أن الاحتلال مارس على الأسرى أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، مستعينًا بالكلاب المدربة والهراوات، ورافق ذلك إهانات لفظية وضرب وحشي، مشيراً إلى أن الاعتداءات كانت يومية، وتصاعدت مع قرب الإفراج عن الأسرى.

وتابع البرغوثي: "الاحتلال تعمّد ضرب الأسرى وهم مكبلون بالأيدي والأرجل، حيث تعرّض بعضهم لكسر الأضلاع وإصابات بالرأس نتيجة الاصطدام بالأبواب الحديدية، ما أدى إلى نزيف العديد منهم".

إبعاد قسري وحرية منقوصة

لم يتمكن البرغوثي من لقاء عائلته، حيث أبعده الاحتلال إلى مصر، فيما منعت عائلته من السفر خارج الضفة الغربية للقائه. وأكد أن هناك جهودًا تُبذل في إطار المفاوضات لحل هذا الملف.

وعلّق على قرار إبعاده بالقول: "رفضت الإبعاد، ولا زلت أرفضه، لكن المصلحة العامة كانت الدافع للموافقة على الخروج إلى مصر "، مشددًا على أن المقاومة الفلسطينية في غزة "قدّمت للاحتلال الدرس الأول والأخير".

45 عامًا في الأسر.. مسيرة نضال وصمود

اعتُقل نائل البرغوثي لأول مرة عام 1978 عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، إضافة إلى 18 عامًا، إلا أن الاحتلال أفرج عنه عام 2011 ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط)، بعد 33 عامًا من الاعتقال المتواصل.

لكن بعد أقل من 3 سنوات، أعاد الاحتلال اعتقاله عام 2014، وأعاد فرض الحكم المؤبد عليه. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، دخل البرغوثي عامه الـ45 في سجون الاحتلال، وهو الرقم القياسي الأطول في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، إلى أن أُفرج عنه اليوم في صفقة "طوفان الأحرار".

الحرية تحتاج إلى ثمن

وختم البرغوثي حديثه قائلاً: "حريتي لا تزال منقوصة، فالوطن الحر يحتاج إلى تضحيات غالية، كما فعلت الشعوب الحرة التي قدمت الشهداء، وعلى رأسها الجزائر"، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية ستظل صامدة في وجه المشاريع التي تسعى لتجزئة الأمة.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد