أطلقت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" نداءً عاجلًا للتدخل الفوري لمعالجة الأزمات الإنسانية التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وذلك في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها في المخيمات الفلسطينية في مواجهة أوضاع معيشية صعبة، حيث يعاني اللاجئون من الفقر المدقع، وغياب الخدمات الأساسية، ويعيشون في ظل أزمات إنسانية متفاقمة.
وأكدت الهيئة الدولية "حشد" على التردي غير المسبوق لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء المنتشرة في لبنان، خاصة في ضوء القرارات الأمريكية الأخيرة بتقليص مساهماتها المالية لوكالة "الأونروا"، وتأثيرات ذلك على مستوى الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين.
وأوضحت الهيئة أن عدد اللاجئين المسجلين لدى "الأونروا" في لبنان يصل إلى 449,957 لاجئًا، يعيش العديد منهم في المخيمات الاثني عشر المنتشرة في لبنان، حيث يشكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته 10% من سكان لبنان، التي تعد حاليًا دولة صغيرة مكتظة بالسكان. ومن جهة أخرى، لا يتمتع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بحقوق مدنية أو اجتماعية، كما أنهم لا يتمتعون بالحق في العمل.
وأضافت "حشد" أن اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ليسوا مواطنين رسميين في دولة أخرى، وبالتالي هم غير قادرين على اكتساب نفس الحقوق التي يتمتع بها الأجانب في لبنان.
ووفقًا للدراسات الإحصائية الحديثة، فإن معدلات الفقر في مجتمع اللاجئين تصل إلى 73%، وتصل البطالة إلى 56%. كما أن الفقر في صفوف الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى لبنان يتفاقم بشكل كبير، حيث يعيش 9.2% منهم في فقر مدقع، فيما يصل معدل الفقر العام إلى 89.1%.
وأوضحت الهيئة الدولية "حشد" إن المخيمات الفلسطينية في لبنان تعاني العديد من المشكلات البنيوية والاجتماعية، منها ارتفاع معدلات الفقر، وارتفاع البطالة، وتدفق سكاني كبير من نهر البارد إلى البداوي، إضافة إلى طلب كبير على خدمات "الأونروا" بسبب الزيادة السكانية.
كما أن العديد من المساكن بحاجة إلى إعادة تأهيل، والمخيمات تعاني عدم وجود نظام صرف صحي، وظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، ونقص متكرر في المياه، إلى جانب طرقات ضيقة، واكتظاظ سكاني. وتُسجل أيضًا معدلات مرتفعة من التسرب المدرسي وأمراض مزمنة.
واستنادًا إلى هذه المعلومات، لفتت الهيئة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون أيضًا من غياب الأمن الغذائي، حيث يعاني 38% من فلسطينيي لبنان من انعدام الأمن الغذائي المتوسط و24% يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما أن 27% من الأطفال يعيشون في أسر تعاني انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وتطرقت "حشد" إلى ظروف السكن في المخيمات، حيث تشكو 78% من الأسر من الرطوبة في مساكنها، وتعاني 62% من تسرب المياه في المنازل، ويعاني 52% من سوء التهوية، و55.2% من الإضاءة السيئة. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة معاناة الأسر من الأمراض المزمنة إلى 81.3%، كما أن 10% من أفراد الأسر الفلسطينية يعانون من إعاقة.
وأشارت الهيئة الدولية إلى أن قوانين حقوق الإنسان المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين واضحة، لكن العائق الرئيس أمام تنفيذ هذه الحقوق هو السياسات الدولية، حيث ترفض دولة الاحتلال الانصياع لهذه السياسات القانونية والأخلاقية.
كما أن هناك تقاعسًا من المجتمع الدولي في الضغط الكافي لضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ودعت الهيئة إلى العمل على ضمان تمتع اللاجئين الفلسطينيين بالحماية الدولية حتى ضمان حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها قسرًا.
وفي الختام، دعت "حشد" المجتمع الدولي إلى تبني هذا النداء بصفتهم و/أو باسم منظماتهم، والعمل بكافة الإجراءات الدولية لضمان الاستجابة لمطالب وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما في ذلك تعزيز مستوى الخدمات التي تقدمها "الأونروا"، وتحقيق مطالب اللاجئين.
كما طالبت الهيئة برفض المخططات الرامية إلى تقليص دور "الأونروا"، ودعت إلى العمل مع الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي لإعداد خطة تنموية شاملة تشمل كافة مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين، تأخذ في اعتبارها توفير حقوق اللاجئين المدنية والاقتصادية والاجتماعية، وتحسين ظروفهم المعيشية.