شهد مخيم خان الشيح خلال شهر رمضان الجاري، إطلاق مبادرات إنسانية هدفت إلى تقديم الدعم للعائلات الفقيرة والمتعففة، من خلال تأمين وجبات الإفطار والسحور ومساعدة الأطفال على الحصول على كسوة عيد الفطر. ومع ذلك، تصطدم هذه المبادرات بتحديات كبيرة؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعاني منها معظم أهالي المخيم، ما يؤدي إلى ضعف الاستجابة.
وأطلقت "لجنة مخيم خان الشيح التنموية" مبادرة منذ بداية شهر رمضان لدعم العائلات الفقيرة عبر توفير وجبات إفطار وسحور، بالإضافة إلى تأمين مبالغ مالية لشراء كسوة العيد للأطفال.
وفي حديث مع مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أكد المسؤول عن اللجنة، غانم خليل، أن المبادرة جاءت بهدف التخفيف من معاناة العائلات الأكثر احتياجاً.
وقال خليل: "على الرغم من الإعلان عن المبادرة منذ بداية الشهر الكريم، إلا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة للأهالي أدت إلى ضعف الاستجابة، مما جعل تأثيرها محدوداً". ويضيف أن اللجنة، تعتمد بشكل كبير على التبرعات المحلية، والتي تراجعت بشكل ملحوظ بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.
ومن جهة أخرى، أطلق مجموعة من الشباب الجامعيين مبادرة فردية تحت عنوان "أهل الخير"، تهدف إلى تقديم وجبات إفطار للصائمين الذين يتأخرون عن الوصول إلى منازلهم عند أذان المغرب. بدأت المبادرة بمشاركة نحو 10 شبان جمعوا تبرعات أولية لشراء التمر والماء وتوزيعها على الصائمين.
الناشط معاذ الخطيب، أحد القائمين على المبادرة، قال لمراسلنا: "قررنا توسيع نطاق المبادرة بعد نجاحها الأولي، وعرضنا المشروع على منصة 'فيسبوك' لجمع المزيد من التبرعات." وأوضح أن الفريق طلب دعماً من المحال التجارية المحلية، حيث استجاب البعض بينما رفض آخرون. كما اعتمد نظام الأسهم للتبرع، حيث يبلغ سعر السهم 10 آلاف ليرة سورية.
وأشار الخطيب إلى أن استمرار المبادرة يعتمد بشكل كبير على مدى استجابة المجتمع المحلي والتجار للمبادرة. وأكد أنها تعتبر الأولى من نوعها في المخيم، مشدداً على أهميتها في تعزيز الروابط الاجتماعية بين السكان خلال الشهر الكريم.
رغم النوايا الطيبة لهذه المبادرات، فإن الأوضاع الاقتصادية المتردية في مخيم خان الشيح تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق أهدافها بالكامل، حيث يعاني المخيم، مثل باقي المخيمات الفلسطينية في سوريا، من أزمات متعددة تفاقمت خلال السنوات الأخيرة. ومن أبرز هذه التحديات: نقص السيولة المالية جراء عدم صرف رواتب الموظفين، في فترة عدم الاستقرار الاقتصادي التي تمر بها البلاد بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، إضافة إلى عدم استقرار سعر صرف الدولار، والذي أثر سلباً على قيمة الحوالات المالية القادمة من المغتربين، وارتفاع الأسعار بشكل كبير وازدياد تكاليف فالحياة.
اقرأ/ي أيضا: رمضان في المخيمات الفلسطينية في سوريا: غياب السيولة المالية يخلّف تحديات