تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها المتواصل على عدة مدن ومخيمات في الضفة الغربية، حيث تشهد طولكرم ومخيماتها تصعيداً غير مسبوق منذ 45 يوماً، وسط حملة اقتحامات واسعة، اعتقالات تعسفية، نزوح جماعي للأهالي، وتدمير شامل للبنية التحتية. كما يدخل العدوان على مدينة ومخيم جنين يومه الـ51، مخلفاً عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين، بينما تتسع دائرة الاستهداف لتشمل رام الله والخليل.

ولليوم الـ45 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها، بينما يدخل اليوم الـ32 من عدوانه على مخيم نور شمس، في ظل حصار خانق واقتحامات مكثفة، تخللها إجبار العائلات على مغادرة منازلها تحت تهديد السلاح، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أجبرت، صباح اليوم الأربعاء، عدة عائلات في حارة جبل النصر بمخيم نور شمس على مغادرة منازلها بالقوة، وسط إطلاق نار كثيف لترويع السكان. كما جرفت آليات الاحتلال شارع نابلس المحاذي للمخيم، ما أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات.

وفي مخيم طولكرم، أقدمت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، على إحراق منازل في منطقة دبة أم جوهر بحارة البلاونة، وسط سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف. كما شهدت حارتي الوكالة والحمام عمليات تجريف استهدفت المنازل والمحال التجارية والبنية التحتية. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال سرقت محال تجارية بعد تجريف أبوابها، وتنكيل بالفلسطينيين عبر إجبارهم على خلع ملابسهم واحتجازهم تحت تهديد السلاح.

وبحسب مصادر محلية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال عدة فلسطينيين خلال الاقتحامات، بينهم أحمد رأفت علي زايط من شويكة، ومهاب العطار من عزبة الجراد، وعبد الرحمن عودة من ضاحية ذنابة، بعد مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها. كما اقتحمت آليات الاحتلال ساحة النادي الثقافي الرياضي الذي يؤوي نازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس، وسط تمركز مكثف على بوابته ومحيطه.

في جنين، التي تدخل يومها الـ51 من العدوان، ارتفع عدد الشهداء إلى 34 شهيدًا، مع استمرار عمليات الاقتحام والمواجهات. وفي بلدة قباطية، جنوب جنين، دمرت جرافات الاحتلال فجر اليوم الأربعاء، البنية التحتية، مستهدفة الشوارع الرئيسية وخط المياه المغذي للبلدة، وسط تعزيزات عسكرية إضافية ومواجهات مع الشبان الفلسطينيين.

في بلدة الرام، شمال القدس المحتلة، أصيب شاب برصاص الاحتلال، صباح اليوم، قرب بوابة حديدية نصبها الجيش شرق البلدة.

وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الصحفي أحمد الخطيب من بلدة بيتونيا، والشاب فضل علان من قرية بيت عور التحتا، بعد اقتحام منزليهما. كما شهدت قرى دير أبو مشعل وشقبا وعين سينيا اقتحامات واعتداءات مماثلة.

وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاث معلمات شقيقات من بلدة بيت كاحل، وهن: إيمان وأفنان وإيناس عبد المهدي الزهور، بعد اقتحام منازلهن. وذكرت عائلتهن أن زوج إحدى المعتقلات وابنها يقبعان في سجون الاحتلال، فيما لدى أفنان طفل رضيع. كما احتجزت قوات الاحتلال مئات الفلسطينيين عند مدخل مخيم العروب، وأخضعتهم لتفتيش مهين، شمل تصوير النساء أثناء رفع هوياتهن.

وفي نابلس، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، طالت الشاب ياسين كمال عدلي عميرة من حي رفيديا، وعبد الناصر مظفر ذوقان من مخيم بلاطة، وسط إطلاق نار كثيف واعتلاء أسطح المنازل.

وأسفر العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على مدن ومخيمات الضفة الغربية عن استشهاد 13 فلسطينيًا في طولكرم، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، إلى جانب إصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 9 آلاف شخص من مخيم نور شمس، و12 ألفاً من مخيم طولكرم، في ظل دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية.