واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تهجير مزيد من العائلات الفلسطينية من مخيماتها خلال العدوان المستمر على شمالي الضفة الغربية منذ أكثر من 50 يومًا، وسط مطالبات أممية بالسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم والعيش بأمان.
وقال مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الضفة الغربية، رولاند فريدريك، إن "إفراغ المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية مستمر هذا الأسبوع".
وأوضح فريدريك، في منشور عبر صفحة "أونروا" على منصة (إكس) اليوم الثلاثاء 18 آذار/مارس، أن أكثر من 200 عائلة هجّرت من مخيم طولكرم على يد قوات الاحتلال، مشيرًا إلى عمليات إحراق المنازل وهدم المباني بالجرافات. ووصف الوضع بقوله: "كانت هناك منازل تنبض بالحياة، وأصبحت أكوامًا من الركام".
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة تمكين الفلسطينيين من العيش بأمان دون خوف من التهجير القسري، مطالبًا بالسماح للعائلات النازحة بالعودة إلى منازلها، كما أكد استمرار "أونروا" في تقديم المساعدات الطارئة للعائلات المتضررة.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ51، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ38، وسط تصعيد عسكري متزايد ونشر تعزيزات جديدة في أحياء رئيسية، بالإضافة إلى عمليات تهجير قسري وتدمير واسع للممتلكات.
في هذا السياق، دفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية من فرق المشاة عبر حاجز "نيتساني عوز" العسكري المقام غرب مدينة طولكرم، حيث انتشرت القوات الإسرائيلية في شوارع رئيسية، وتمركزت عند دوار شويكة في الحي الشمالي، وشارع ضاحية ارتاح جنوبًا، والحي الشرقي، إضافة إلى شارع الإسكان بمحيط مخيم نور شمس.
وفي المخيم ذاته، اقتحمت جرافات الاحتلال المنطقة مجددًا وسط إطلاق نار كثيف في حارة جبل النصر، فيما دخلت آليات عسكرية إضافية إلى حي المنشية، كما رصدت مصادر محلية وصول صهريج وقود إلى المخيم.
وخلال اليومين الماضيين، أجبرت قوات الاحتلال نحو 200 عائلة فلسطينية على النزوح من مخيم طولكرم والأحياء المجاورة، لا سيما من حارة قاقون، حيث تم إخلاء عائلات يوسف أبو عرب وزياد شريم من منازلها بجانب مسجد خالد بن الوليد في ضاحية ذنابة شرقي المدينة.
57 يومًا على العدوان المتواصل في جنين ومخيمها
في جنين ومخيمها، يواصل جيش الاحتلال تعزيزاته العسكرية عبر حاجز الجلمة العسكري، مع دخول العدوان "الإسرائيلي" يومه الـ57، وسط تصعيد في عمليات تجريف البنى التحتية وإحراق المنازل وتدميرها.
واقتحمت قوات الاحتلال أحياء وبلدات داخل المدينة، منها الحي الشرقي وحي الألمانية، وتمركزت في منطقة واد عز الدين. وفي بلدة جلبون شرق جنين، حول جيش الاحتلال أحد المنازل إلى ثكنة عسكرية بعد إجبار أصحابه على مغادرته، مع الاستيلاء على منزل مجاور ومنع سكانه من الخروج.
وأفادت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين بأن الاحتلال الإسرائيلي صعّد من عدوانه على المدينة والمخيم لليوم الـ57، متسببًا في تدمير واسع وتهجير آلاف العائلات، مع استمرار عمليات التجريف، والهدم، وإحراق المنازل، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.
وأضافت اللجنة أن قوات الاحتلال أخطرت بمصادرة 500 دونم منذ بدء العدوان، مع إخطارات جديدة تشمل 120 دونمًا في جلبون، 70 دونمًا في اليامون، و300 دونم في العرقة، ما يشكل استمرارًا لسياسة الاستيلاء على الأراضي وتوسيع التهجير القسري.
كما دفعت قوات الاحتلال بدبابات وآليات وجرافات جديدة لتسريع عمليات الهدم والتدمير في أحياء المخيم، فيما اقتحمت فجر اليوم الحي الشرقي من جنين، وتمركزت في حي الألمانية ووادي عز الدين، وسط عمليات مداهمة وتنكيل بالسكان.
ووفق اللجنة، أجبر الاحتلال الأهالي على إخلاء 3200 منزل منذ بدء العدوان، ما أدى إلى ارتفاع عدد النازحين إلى 21 ألف مواطن، في ظل أوضاع إنسانية كارثية نتيجة استمرار القصف والتجريف.
وخلال العدوان المتواصل، ارتقى 36 فلسطينيًا، بينهم اثنان برصاص أجهزة أمن السلطة التي تتهمها اللجنة بالتنسيق مع الاحتلال وملاحقة المقاومين.
كما وثقت اللجنة اعتقال 227 فلسطينيًا منذ بدء العدوان، بالإضافة إلى احتجاز العشرات للتحقيق الميداني والتنكيل بهم، في إطار سياسة الاحتلال الهادفة إلى كسر صمود سكان المخيم.