شهد مخيم برج البراجنة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة 21 اذار/ مارس، اعتصاماً حاشداً أمام مركز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، احتجاجاً على تأخر صرف المساعدات النقدية لأكثر من ثلاثة أشهر، والمطالبة بخطة إغاثية شاملة تشمل الجوانب الصحية والتعليمية والحماية الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين.
وشارك في الاعتصام ممثلون عن الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وفصائل الثورة الفلسطينية، إلى جانب حشد واسع من اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا، ورفعوا شعارات تطالب "أونروا" بالوفاء بالتزاماتها وعدم التذرع بالأزمة المالية لحرمانهم من حقوقهم الأساسية.
افتتحت الفعالية السيدة ابتسام ميعاري بتوجيه التحية إلى أمهات العالم في يوم الأم، وخصّت بالتحية أمهات الشهداء في غزة والضفة وكل ميادين النضال، مشددةً على دور المرأة الفلسطينية في المقاومة والصمود.
بدوره، أكد الدكتور ناصر حيدر، مقرر الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، أن قضية اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن محوها بالمؤامرات أو اختزالها بالمساعدات، محذراً من أن "أي محاولة لإنهاء أو تقليص خدمات "أونروا" هي جزء من المخطط "الإسرائيلي" الأمريكي لإنهاء ملف اللاجئين وطمس حقوقهم".
وشدد على ضرورة فتح حوار لبناني فلسطيني شامل يضمن تحسين أوضاع اللاجئين في لبنان ووقف التمييز ضدهم.
من جهته، أشار القيادي في الجبهة الديمقراطية، أحمد سخنيني، إلى أن الأزمة التي تواجهها "أونروا" ليست مجرد أزمة مالية، بل تأتي في سياق محاولات تصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين. وقال: "لن نكون أرقاماً أو ضحايا لمشاريع التصفية. وحدتنا والتزامنا بخيار المقاومة هما السبيل لإفشال هذه المخططات".
تحذير من تصعيد الاحتجاجات
الناشط رامي منصور، متحدثاً باسم اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، عبّر عن تفاقم الأوضاع المعيشية؛ بسبب تقليصات "أونروا" والتجاهل الدولي، قائلًا: "ثلاثة أشهر وأكثر ونحن ننتظر المساعدات النقدية التي تأخرت دون مبرر، بينما تتفاقم معاناتنا في ظل ظروف كارثية".
وأكد أن اللاجئين لن يقبلوا سياسات التسويف والمماطلة، محذرا من أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التصعيد الاحتجاجي إن لم يستجاب للمطالب.
وفي ختام الاعتصام، تلا عضو اللجنة الميدانية للتحركات، أبو عايد، المذكرة المطلبية الموجهة إلى مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، والتي شددت على: صرف المساعدات النقدية فوراً عن الأشهر المتأخرة وضمان انتظامها شهرياً، معالجة ملف الإقامات بالتعاون مع الجهات المختصة لضمان الحقوق القانونية والإنسانية للاجئين، توفير خطة إغاثية شاملة وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية، وضرورة تحرك المفوض العام "أونروا" لحشد الدعم المالي وضمان استمرارية الخدمات دون تقليص.
وتم تسليم المذكرة إلى مدير خدمات "أونروا" في المخيم، الأستاذ ناصر صالح، وسط تأكيد المعتصمين على استمرار التحركات حتى تحقيق المطالب.