يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عمليته البرية في قطاع غزة بعد مرور تسعة أيام على استئناف الحرب، مخلفاً مزيداً من الشهداء والدمار في ظل حصار مشدد يمنع دخول الغذاء والمياه والوقود.
ووفقاً لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء، 26 مارس/آذار، فقد بلغ عدد الشهداء منذ استئناف حرب الإبادة في 18 مارس الجاري 830 شهيداً، إضافة إلى 1,787 إصابة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية لحرب الإبادة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 50,183 شهيداً وأكثر من 113,828 إصابة.
وشهدت الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء تصعيداً "إسرائيلياً" واسع النطاق، حيث واصل الاحتلال قصفه لمناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى. واستهدف القصف "الإسرائيلي" منزلاً في شارع غزة القديم في جباليا البلد شمال القطاع، مما أدى إلى استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة آخرين.
ميدانياً، عزز الاحتلال سيطرته على 50% من محور "نيتساريم" وسط القطاع، في خطوة تعكس محاولاته لتشديد الخناق على المناطق الشمالية والوسطى من غزة.
كارثة إنسانية متفاقمة: المياه تنقطع والأمراض تنتشر
وسط استمرار العدوان، تتفاقم الأزمة الإنسانية بفعل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال، حيث أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن إسرائيل تفرض فعلياً حظراً على وصول المياه إلى قطاع غزة عبر قطع الكهرباء ومنع دخول الوقود.
وفي بيان لها، أوضحت المنظمة أن الهجمات الأخيرة أدت إلى مئات الشهداء في غضون أيام قليلة، فيما يواجه سكان القطاع أزمة حادة في المياه، حيث يضطر العديد منهم إلى شرب مياه غير صالحة للاستخدام، بينما يفتقدها البعض الآخر بشكل تام.
وقالت بولا نافارو، منسقة المياه والصرف الصحي في غزة لدى المنظمة:"القوات الإسرائيلية تواصل حرمان سكان غزة من المياه عبر إيقاف الكهرباء ومنع دخول الوقود، مما يفاقم معاناة المدنيين الذين يعانون بالفعل من أزمة صحية خطيرة".
كما أكدت كيارا لودي، منسقة الفريق الطبي لدى المنظمة، أن انتشار الأمراض الجلدية بين الأطفال، مثل الجرب والإسهال واليرقان، هو نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي وتدمير البنية التحتية في غزة.
وحذرت المنظمة من أن نفاد الوقود قد يؤدي إلى انهيار كامل لنظام المياه المتبقي، مما سيؤدي إلى كارثة إنسانية أوسع نطاقاً.
"أونروا" تحذر: مليون شخص مهددون بانعدام الأمن الغذائي
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأربعاء، إن الوضع في غزة يتدهور بشكل متسارع مع استمرار العمليات العسكرية للأسبوع الثاني على التوالي.
وأضافت الوكالة أن الإمدادات الأساسية تتناقص بسرعة، وبعضها لن يكفي إلا لبضعة أيام أخرى ما لم يُستأنف دخول الشحنات إلى القطاع بشكل عاجل.
وأشارت "أونروا" إلى أن أكثر من مليون فلسطيني في القطاع مهددين بالبقاء دون طرود غذائية بحلول نهاية مارس الجاري، في ظل القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على دخول المساعدات.
وأكدت أن معظم محاولات المنظمات الإنسانية لتنسيق إدخال المساعدات مع السلطات"الإسرائيلية" تُقابل بالرفض، مما يعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع.