يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، في ثالث أيام عيد الفطر، عدوانه واسع النطاق على الضفة الغربية، مركّزًا على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ71 على التوالي، بالإضافة إلى تصعيد عدوانه على طولكرم ومخيم نور شمس، وبلدات نابلس وبيت لحم والخليل، وسط اتساع رقعة الاقتحامات والاعتقالات، وتواصل التهجير القسري والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمنازل.
في جنين، أكدت اللجنة الإعلامية في المخيم أن الاحتلال يواصل عملياته العسكرية الشاملة، حيث دفع بتعزيزات عسكرية جديدة ترافقها جرافات ومدرعات، وشرع بشق طرق وتوسيعها داخل المخيم، مما غيّر من ملامحه الجغرافية، وهدم المئات من منازله. وذكرت اللجنة أن نحو 600 منزل دُمر كليًا، فيما أصبحت 3,250 وحدة سكنية غير صالحة للسكن بفعل الحرق والتجريف، إلى جانب دمار واسع طال الشوارع والبنية التحتية.
ووسّع الاحتلال عدوانه في جنين باقتحام بلدات جلبون شرق المدينة، وقباطية جنوبًا، وسط عمليات دهم وتفتيش وتخريب للمنازل، واعتقالات طالت العشرات، بينهم والدة أحد المطاردين، قبل الإفراج عن بعضهم لاحقًا. وبلغ عدد الشهداء في جنين 36 شهيدًا، بينهم اثنان استشهدا برصاص أجهزة السلطة الفلسطينية، وفق ما أفادت به اللجنة.
رئيس بلدية جنين، محمد جرار، وصف الوضع الإنساني في المدينة بـ"الكارثي"، مؤكدًا أن العدوان أضاف عشرات الآلاف إلى قائمة الفقراء والمحتاجين، بعد أن فقد آلاف المواطنين أعمالهم، وهرب رأس المال من المدينة، في ظل الحصار المفروض على 360 ألف نسمة في محافظة جنين.
وفي مدينة طولكرم، واصل الاحتلال عدوانه لليوم الـ65 على التوالي، حيث نشر حواجز عسكرية، وانتشر في حارات مخيم طولكرم، الذي بات شبه خالٍ من سكانه، وسط تصاعد عمليات التهجير في مخيم نور شمس المجاور، الذي يشهد عدوانًا متواصلًا لليوم الـ56.
وأكدت مصادر محلية أن الاحتلال أجبر الأهالي في جبل الصالحين داخل المخيم على مغادرة منازلهم قسرًا، تزامنًا مع عمليات مداهمة وإطلاق نار، وتخريب للمباني السكنية، خاصة في حارات المنشية والمسلخ. وأسفر العدوان المتواصل على المخيمين عن تدمير 400 منزل كليًا، و2,600 منزل جزئيًا، واستشهاد 13 فلسطينيًا.
وفي محافظة نابلس، شنت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات لمنازل الفلسطينيين في بلدات دير الحطب ويتما، واعتقلت سبعة فلسطينيين، بينهم طفلان هما زين عبد الله صنوبر (15 عامًا) وعمر عبد الوهاب صنوبر (16 عامًا).
كما اعتقلت الصحفي وهاج بني مفلح، والشاب زياد داوود من محيط جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس.
في محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت ساحور، وداهمت منازل المواطنين، واعتقلت الشاب توفيق سمير سليم (24 عامًا) بعد تفتيش منزل عائلته.
أما في الخليل، فقد اقتحمت قوات الاحتلال مخيم العروب في ساعات الليل المتأخرة، واعتقلت أحد الشبان بعد التنكيل به، وفرضت حاجزًا عسكريًا على مدخل المخيم للحد من حركة السكان.
وفي بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة، شنت قوات الاحتلال حملة اقتحام واسعة لمنازل الفلسطينيين، من بينها منازل تعود لعائلات الرفاعي، أبو هنية، حلوة، أبو فارة، الدبعي، والزلباني. وفتشت الجنود المنازل واستجوبوا ساكنيها ميدانيًا.