واصل جيش الاحتلال عدوانه ضمن عملية "السور الحديدي" التي تدخل شهرها الثالث على التوالي ضد مخيمات اللاجئين شمالي الضفة الغربية في طولكرم ونور شمس وجنين، وسط تصاعد عمليات اقتحام منازل الفلسطينيين، بما في ذلك منازل أسرى محررين، والتنكيل بأصحابها، مصحوبة باعتقال الشبان وإطلاق الرصاص المباشر عليهم.
وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن عدد الأطفال الفلسطينيين النازحين من مخيمات شمالي الضفة الغربية تجاوز 12 ألف طفلاً.
ونشرت "أونروا" في منشور عبر منصة (إكس) بمناسبة يوم الطفل العالمي: "في يوم الطفل الفلسطيني، نقف اليوم مع كل طفل لاجئ فلسطيني يتوق للأمان والكرامة والمستقبل، لا يزال أكثر من ١٢ ألف طفل نازحين في الضفة الغربية".
وأشارت الوكالة الأممية إلى استمرارها في توفير التعليم والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي للاجئين في المخيمات.
يأتي ذلك في ظل استمرار العدوان "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ 76 على التوالي، حيث نفذ جيش الاحتلال حملة مداهمات شملت عددًا من منازل بلدات وقرى جنين، وسط إطلاق الرصاص المباشر على الفلسطينيين.
وفي حي الهدف الملاصق لمخيم جنين، داهمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدد من منازل الفلسطينيين، بينها منزل أسرة الأسير المحرر وسام أبو زيد حيث عبث بمحتوياته وعاثت به خراباً.
كما ألقى جنود الاحتلال قنبلة يدوية في حي الهدف، واقتحموا عمارة سما جنين بالقرب من حي الجابريات، واعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين من الحي ذاته.
وفي سياقٍ متصل أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال قرب قرية رمانة غرب جنين، أُناء مهاجمة الجنود لعمال أثناء محاولتهم الوصول إلى عملهم بأراضي الداخل المحتل عام 1948.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها عن تهجير نحو 21 ألف نازح قسراً من منازلهم، في ظل أوضاع معيشية صعبة، خاصة بعد فقدانهم مصادر دخلهم وممتلكاتهم، ومنعهم من العودة إليها.
كما دمر جيش الاحتلال نحو 600 منزل في المخيم، بينما أصبحت قرابة 3000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، وفق بيانات فلسطينية.
وفي مدينة طولكرم ومخيمها، يدخل العدوان يومه الـ70 على التوالي، ويومه الـ57 في مخيم نور شمس، مع استمرار التنكيل بالفلسطينيين ومنازلهم، وتجريف أحيائهم.
ونقلت مصادر محلية لوكالة "وفا" أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيمي طولكرم ونور شمس، ونشرت فرق المشاة بشكل مكثف داخل أحيائهما، مع اقتحام المنازل وتخريبها، وإطلاق الرصاص الحي والقنابل الضوئية، فيما سُمع دوي انفجارات متفرقة، خاصة بعد منتصف الليل.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال لا تزال تحتل عدة منازل داخل المخيمين، حيث حولت بعضها إلى ثكنات عسكرية، في وقت انتشرت فيه آلياته العسكرية في محيطهما، وسط حصار مشدد.
من جهة أخرى، عادت العملية التعليمية إلى الانتظام جزئياً بعد انقطاع دام 70 يوماً بسبب العدوان على المدينة ومخيمها، باستثناء بعض المدارس القريبة من الثكنات العسكرية.
وأسفر العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس.
كما دمر نحو 396 منزلاً بالكامل و2573 منزلاً جزئياً في المخيمين، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية