دخل العدوان "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها يومه الـ79 على التوالي، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق شمل تدمير البنية التحتية، وتفجير وإحراق المنازل، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية، في وقت يستمر فيه الاحتلال بدفع تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المدينة والمخيم.
وقالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين إن قوات الاحتلال كثّفت، منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الأربعاء، إطلاق النار الكثيف في أرجاء المخيم، رغم فراغه من السكان، بعد إجبار نحو 21 ألف فلسطيني على النزوح القسري من منازلهم بفعل الهجمات العسكرية المتكررة، التي طالت المدنيين والممتلكات بشكل ممنهج.
ووثقت اللجنة أن عدد الشهداء منذ بداية العدوان بلغ 38 شهيداً، بينما تواصل جرافات الاحتلال عمليات التجريف في الشوارع الرئيسية داخل المدينة والمخيم، وهدم منازل المواطنين وتوسيع الطرق لتغيير المعالم الجغرافية للمنطقة، في سياسة وصفها الأهالي بـ"التهجير الصامت والقضم التدريجي للمخيم".
ميدانياً، أصيب شاب يبلغ من العمر 25 عاماً أمس الثلاثاء، برصاص الاحتلال في الرأس خلال اقتحام حي الهدف في جنين، فيما فجّرت قوات الاحتلال منزلاً وسط المخيم، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه، ضمن سلسلة عمليات التفجير التي طالت منازل المدنيين خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب المعطيات التي أوردتها اللجنة الإعلامية، فإن العدوان "الإسرائيلي" أسفر عن: هدم أو حرق 3250 وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، 278 حالة اعتقال، 733 عملية هدم لمنازل، و15 عملية قصف جوي على أحياء سكنية، فضلاً عن انقطاع الماء والكهرباء، وتوقف المدارس، والنقص الحاد في المواد الغذائية واحتياجات الأطفال.
كما واصلت قوات الاحتلال الدفع بالمزيد من المدرعات والجرافات العسكرية الثقيلة من حاجز الجلمة إلى محيط المخيم، مع نشر قوات مشاة في منطقتي الغبز ووادي برقين، حيث تقوم هذه القوات بشق الطرق وتوسيعها، وسط تغييرات واسعة تطال معالم المخيم وتثير مخاوف من مخطط لتفكيكه بشكل ممنهج.