اقتحمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، ظهر اليوم الاثنين 14 نيسان/ إبريل، مستشفى جنين الحكومي شمالي الضفة الغربية، واعتقلت فتى فلسطينياً ضمن حملة الاعتقالات والمداهمات التي تشنها على المدينة ومخيمها في إطار العدوان المتواصل منذ 84 يوماً على التوالي حيث تتصاعد اعتداءاتها على الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم.
وبحسب مصادر محلية، داهم عدد من جنود جيش الاحتلال قسمي الطوارئ والتسجيل في مستشفى جنين أثناء وجود عدد من الفلسطينيين والمرضى ما أدى إلى حالة من الخوف والهلع ومن ثم اعتقل الاحتلال فتى فلسطينياً الفتى عن احتجاز أحد العاملين لفترة من الزمن.
وفي وقت لاحق أعلنت مؤسسات الأسرى أن الفتى المعتقل من داخل المستشفى الحكومي بمدينة جنين هو أحمد عورتاني (16 عاماً).
وفي غضون ذلك، قالت اللجنة الشعبية لمخيم جنين: إن "كل يوم يمر من العدوان هو أسوأ على النازحين من الذي قبله والتدخل الرسمي دون المستوى المطلوب".
وأكدت خلال بيان مقتضب أن النازحين من مخيم جنين يعيشون ظروفا صعبة ولم يتوقعوا أن تستمر العملية العسكرية لهذا الحد الذي دمرت خلاله ثلث مباني المخيم بشكل كلي.
واعتبرت اللجنة الشعبية أن ما يجري هو تنفيذ لمشروع "اسرائيلي" يستهدف المخيمات بسبب رمزيتها مؤكدة أن الاحتلال استغل حرب الإبادة على قطاع غزة لتنفيذ مشروعه.
وذكرت اللجنة الشعبية أن العدوان "الإسرائيلي" على المدينة ومخيمها أسفر تهجير 3227 عائلة على نحو قسري مكونة من قرابة 20 ألف فلسطيني.
استمرار العدوان على طولكرم ومخيميها
وفي مدينة ومخيم طولكرم، يستمر العدوان "الإسرائيلي" لليوم الـ78 على التوالي، وسط عمليات اقتحام مكثفة، وإخلاء قسري، وانتشار عسكري واسع، كما يعيش أهالي المنطقة أوضاعاً إنسانية مأساوية في ظل الحصار والتنكيل اليومي بحسب اللجنة الإعلامية.
وقالت اللجنة الإعلامية لمخيم طولكرم: إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة من الآليات العسكرية ووحدات المشاة إلى المدينة، لا سيما في مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تنتشر هذه القوات في الشوارع والأحياء، وتوقف المركبات والفلسطينيين وتُخضعهم لتفتيش قاسٍ وإجراءات إذلال ممنهجة.
وفي مخيم نور شمس، حيث يستمر العدوان لليوم الـ 65 على التوالي، وثقت اللجنة الإعلامية خلال ساعات الليل إطلاق نار كثيف وانفجارات عنيفة، رافقها حصار خانق.
وأوضحت اللجنة الإعلامية أن قوات الاحتلال أجبرت عشرات العائلات على إخلاء منازلها في منطقة جبل النصر، وسط تساقط الأمطار، ضمن سياسة ممنهجة لإفراغ المخيم من سكانه.
أما في مخيم طولكرم، فقد انتشرت قوات الاحتلال في أزقة المخيم وأطلقت الرصاص الحي والقنابل الضوئية، تزامنًا مع عمليات تمشيط وتفتيش واسعة بحسب اللجنة التي بينت أن المخيم صار شبه خال من السكان عقب عمليات التهجير الواسعة وتدمير البنى التحتية والمنازل والمنشآت.
وعلى الناحية الأخرى، شهد الحي الشمالي لمدينة طولكرم حملة إخلاء جديدة، حيث أجبرت قوات الاحتلال سكان "عمارة النجار" على مغادرة منازلهم خلال ثلاث ساعات فقط.
ووفقاً للجنة الإعلامية تم الاستيلاء على أكثر من 15 مبنى سكنياً في شارع نابلس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، في مشهد يعكس تصعيدًا غير مسبوق في استهداف المدنيين وممتلكاتهم.
فيما لا يزال شارع نابلس الرابط بين المخيمين مغلقًا بالسواتر الترابية، بينما تتعرض المركبات والمارة لعمليات تفتيش دقيقة وتضييق شديد.
و تشهد ضاحية ذنابة شرق المدينة وجوداً عسكرياً دائمًا، حيث تُنصب الحواجز وتُفتش المركبات وتُدقق هويات الفلسطينيين.
وقد أسفر هذا العدوان المستمر على طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل، وإصابة واعتقال العشرات، بالإضافة إلى نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة، وتدمير واسع طال 396 منزلًا بشكل كامل و2573 منزلًا بشكل جزئي.