عبّر ناشطون فلسطينيون من أبناء مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق عن استيائهم من تفاقم سوء الوضع البيئي في المخيم، وسط ما وصفوه بـ "تجاهل" المؤسسات العاملة فيه، والغياب الواضح للخدمات الأساسية منذ سنوات، واستمرار ذلك حتى بعد سقوط نظام الأسد، رغم تكاثر مؤسسات المجتمع المدني سواء العاملة في المخيم أو التي تزوره وتقيّم أوضاعه باستمرار "في ظل غياب عمل حقيقي لخدمة الأهالي وخصوصاً في المجال البيئي"، بحسب تعبيرهم.
وتبرز أزمة النفايات كواحدة من أكثر التحديات إلحاحاً، في ظل غياب عمال النظافة وعدم وجود عدد كافٍ من حاويات القمامة.
ووفقاً لما أفاد به مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإن في المخيم يوجد فقط 10 حاويات قمامة موزعة على أحيائه، وهي كمية لا تكفي لتغطية احتياجات السكان الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم، وتحوّلت شوارع المخيم إلى ما يشبه "جبالاً من النفايات"، ما يثير مخاوف كبيرة لدى الأهالي.
الناشط الفلسطيني من أبناء المخيم، محمود شهابي، عبّر عن غضبه مما وصفه بـ"استعراض المؤسسات" التي لا تقدم أي حلول فعلية، وقال: "المخيم يعجّ بالوفود المؤسساتية التي تعاين أوضاعه وتقوم بالتصوير هنا وتصوير هناك، وتقدم تقارير عن وضع المخيم وأهله، ولكن وضع الخدمات ما زال صفر مكعب على حاله منذ سقوط النظام".
وأشار شهابي إلى أنّ عدد السكان والأبنية الجديدة والمحلات يتزايد في المخيم، مطالباً بإزالة الركام من الشوارع والحارات وتشغيل عمال نظافة، وأضاف مستهجناً:" من غير المعقول أصبحت أعداد السكان بالآلاف ولا يوجد عامل نظافة واحد في البلدية؟ المناطق الثانية تُنظّف باستمرار والمخيم لا؟"
وأشار شهابي إلى تكرار نمط سابق شهده الفلسطينيون في لبنان، حيث تأتي الوفود تحت ذريعة تقديم المساعدات، لكنها تكتفي بالتقاط الصور وتوزيع عدد من الطرود الغذائية قبل أن تغادر، وقال: "قد يُصبح حال المخيم هنا كما هو الحال في لبنان، حيث تعج المخيمات بالمنظمات دون فعل حقيقي".
في السياق ذاته، جدّد الأهالي مطالبهم بإعادة تفعيل الخدمات الأساسية في المخيم، وعلى رأسها إعادة تشكيل اللجنة المحلية والبلدية، التي لم تُفعّل منذ خمس سنوات بعد إلغائها من قبل النظام السابق، رغم الحاجة الماسّة لها بعد عودة أعداد متزايدة من السكان في الأشهر الأخيرة.
موضوع ذو صلة: مخيم اليرموك: عودة خجولة وسط انعدام مقومات الحياة