يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب جرائم حرب مروعة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة المتواصلة منذ تشرين الأول/ اكتوبر 2023. حيث شنّ منذ فجر اليوم الأربعاء 16 نيسان/ ابريل، سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة، أسفرت عن استشهاد 18 فلسطينياً وإصابة عدد آخر بجروح، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع، وفق ما أفادت به مصادر طبية ومحلية متطابقة.
ففي مدينة غزة، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة حسونة في شارع النفق، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين، فيما أعلن الدفاع المدني انتشال 6 شهداء و8 جرحى من تحت أنقاض منزل آخر في حي التفاح شرقي المدينة، بعد تعرضه لقصف جوي عنيف.
وفي جريمة أخرى، أفادت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال المسيّرة قصفت خيمة لإعداد الطعام (تكية) شمال شرقي مدينة النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني كان يعمل على توفير الغذاء للنازحين.
وفي جنوب القطاع، قصفت مدفعية الاحتلال منزل عائلة الشواف في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، دون تسجيل إصابات حتى اللحظة، فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن الاحتلال نسف عدداً من المنازل السكنية شرق مدينة غزة، وسط القطاع، في تصعيد متواصل للقصف العشوائي والمركز على الأحياء السكنية.
وفي مؤشر جديد على نية الاحتلال استهداف المزيد من مراكز الإيواء، وجهت قواته إنذارات عاجلة للنازحين في مدرسة فاطمة بنت أسد في بلدة جباليا شمال القطاع، تطالبهم بإخلاء المدرسة تمهيداً لقصفها، ما أثار ذعراً واسعاً بين مئات العائلات التي لجأت إليها بعد تدمير منازلها.
وفي سياق متصل، وصفت منظمة أطباء بلا حدود الدولية الوضع في قطاع غزة بأنه "مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبّون لمساعدتهم"، معتبرة أن استمرار العدوان "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات الإنسانية فاقما من الكارثة. وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في المنظمة لقطاع غزة، "نشهد بالوقت الحقيقي القضاء على سكان غزة وتهجيرهم القسري"، مضيفة أن "الاستجابة الإنسانية تعاني كثيراً من انعدام الأمن".
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ارتكب الاحتلال مجازر دامية أودت بحياة ما لا يقل عن 51,000 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب 116,343 آخرون، في حصيلة لا تزال غير نهائية بسبب وجود مئات الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بفعل القصف المتواصل وانعدام شروط الأمان.
