تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ93 على التوالي، ومدينة طولكرم ومخيميها نور شمس وطولكرم لليومين الـ87 والـ 74 تباعاً، وسط عمليات هدم وتنكيل واعتقالات ونزوح جماعي طال آلاف العائلات الفلسطينية، وتعزيز الحصار على مخيم جنين عبر نصب بوابة حديدية.
مع ساعات صباح الأربعاء 23 نيسان/أبريل، نصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية على المدخل الغربي لمخيم جنين، بالقرب من دوّار العودة، في خطوة تهدف إلى تشديد الحصار المفروض على المخيم منذ ما يقارب ثلاثة أشهر.
ووفق مصادر محلية، منعت قوات الاحتلال منذ بدء العدوان دخول المدنيين الفلسطينيين والصحفيين إلى المخيم، فيما تستمر عمليات الهدم وتوسيع الشوارع وإقامة طرق جديدة في عمقه، وسط دوي انفجارات وتحليق طائرات مسيّرة.
رئيس بلدية جنين، محمد جرار، كشف أن الاحتلال دمّر نحو 600 منزل بشكل كامل داخل المخيم، فيما لحقت أضرار جزئية بجميع المنازل الأخرى، ما جعلها غير صالحة للسكن. وأوضح أن عدد النازحين بلغ نحو 21 ألف نازح، وتسعى الحكومة المحلية إلى تأمين منازل متنقلة لهم، مع إعطاء الأولوية للحالات الأكثر تضرراً.
ومنذ بدء العدوان، استشهد 39 فلسطينياً وأُصيب العشرات، إضافة إلى اعتقال العشرات. كما تداول الإعلام العبري صوراً تُظهر جنود الاحتلال يتمركزون داخل المسجد الكبير في المخيم، في انتهاك واضح لحرمة الأماكن الدينية.
وفي تطور ميداني جديد، اقتحمت مدرعات الاحتلال مساء أمس بلدة يعبد جنوب جنين، ودمّرت مركبة خاصة ومجموعة من بسطات الخضار وأعمدة كهرباء. كما هدمت جرافات الاحتلال 10 دفيئات زراعية تعود للفلسطيني واصف أبو فرحة ونجله في قرية الجلمة، على مساحة 10 دونمات.
في مدينة طولكرم ومخيميها، يتواصل التصعيد العسكري "الإسرائيلي" الذي دخل يومه الـ87، مع استمرار الحصار على مخيم نور شمس لليوم الـ74. وأفادت مراسلتنا بأن انفجاراً قوياً دوّى صباح اليوم في منطقة جبل الإسكان، تبيّن لاحقاً أنه ناتج عن تفجير "جسم مشبوه" من قبل قوات الاحتلال.
وتفرض قوات الاحتلال حصاراً خانقاً على المخيم، عبر نشر فرق مشاة في أزقته، خاصة في جبلي النصر والصالحين، مع إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية، واعتقال الشبان عند محاولتهم الوصول إلى منازلهم.
كما اقتحمت آليات الاحتلال فجر اليوم حارة السلام وضاحية ذنابة، وجابت الشوارع وسط عمليات تمشيط وتفتيش استفزازية. وشملت التوغلات اليومية أيضاً أحياء المدينة وأسواقها، حيث وثّقت حالات احتجاز وتنكيل بالشبان، ومصادرة بطاقات الهوية والهواتف.
وتتواصل حملة التهجير القسري في الحي الشرقي من المدينة، خاصة في محيط حارة أبو الفول، حيث أُجبرت عدة عائلات على إخلاء منازلها. كما استولى الاحتلال على مبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي، وحوّلها إلى ثكنات عسكرية.
وقد أسفر العدوان على طولكرم عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين. كما تسبب في نزوح أكثر من 4000 عائلة، أي نحو 24 ألف فلسطيني من مخيمي طولكرم ونور شمس، ومئات آخرين من الحي الشمالي.
وألحق الاحتلال دماراً واسعاً في الممتلكات، حيث دمّر 396 منزلاً بشكل كامل، و2573 منزلاً بشكل جزئي، فضلاً عن تدمير محال تجارية ومركبات، ونهب وسرقة محتويات منازل. كما أغلق مداخل المخيمين بالسواتر الترابية والأسلاك الشائكة، وعزلهما عن محيطهما.
وامتداداً لحملته العسكرية، اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، وتمركزت عند مدخله في منطقة النشّاش، وسط انتشار راجل في أحيائه.
وفي بلدة الظاهرية جنوب الخليل، نفّذت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات طالت عشرات الفلسطينيين، حيث احتجزتهم داخل ديوان إحدى العائلات بعد تحويله إلى مركز تحقيق ميداني، واعتدت بالضرب على طواقم طبية ومرضى داخل مركز الطوارئ التابع لبلدية الظاهرية، وخرّبت محتوياته.
وفي رام الله، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات فجر اليوم طالت بلدتي كوبر وسلواد، حيث داهمت منازل واعتقلت عدداً من الشبان بعد استجوابهم ميدانياً، بالإضافة إلى تحويل منزل الأسير المحرر نائل البرغوثي في كوبر إلى مركز تحقيق. وفي قرية المزرعة الشرقية، اعتُقل الشاب حمزة ليمون بعد اقتحام منزله وتفتيشه.