كشفت الولايات المتحدة الأميركية عن خطة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة التي ستتولى مهمتها مؤسسة جديدة دون مشاركة سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" التي تواصل حصار الفلسطينيين منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين: "إنّه على الرّغم من أنّه ليس لدينا شيء محدّد نعلنه اليوم في هذا الصدد، وأنا لن أتحدّث نيابة عن المؤسّسة التي ستقوم بهذا العمل، إلا أنّنا نرحّب بالمبادرات الرامية لتسليم المساعدات الغذائية عاجلاً إلى غزة بسرعة، حتى تصل المساعدات الغذائية فعلياً إلى أولئك الذين تستهدفهم".
وأضافت: "نحن على بُعد خطوات قليلة من هذا الحلّ، من إمكانية تقديم المساعدات والغذاء" لمحتاجيها في القطاع الفلسطيني.
وحول مشاركة سلطات الاحتلال في توزيع المساعدات بغزة قال السفير الأميركي لدى الكيان مايك هاكابي اليوم الجمعة 9 آيار/ مايو: "إن إسرائيل لن تشارك في توزيع مساعدات غزة، لكنها ستشارك في توفير الأمن".
وأكد في مؤتمر صحافي أن وصول المساعدات لا يتوقف على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، معرباً عن أمله أن تبدأ آلية المساعدات الجديدة قريباً مشيراً إلى أن عدداً من الشركاء اتفقوا على آلية لتوزيع المساعدات على غزة.
وتابع: إن بعض الشركاء تعهدوا بالتمويل ولا يريدون الكشف عن هوياتهم حتى الآن، وأكد أن شركات أمن خاصة ستكون مسؤولة عن ضمان سلامة العاملين وتوزيع الغذاء.
وبحسب قوله، فإنه "ستكون مشاركة من منظمات غير ربحية"، متعهداً بالكشف عن المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة.
الأورومتوسطي: الخطة الأميركية أداة لاقتلاع السكان من أرضهم
وبدوره حذر رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده من أن الخطة الأميركية‑"الإسرائيلية" التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة في غزة إلى شركات دولية معتبراً أنها ليست "مشروعًا إنسانيًا، بل مناورة مدروسة لإعادة تغليف الحصار، وتقنين التجويع، وتحويل الطعام إلى أداة قهر وخضوع تمهّد لاقتلاع السكان من أرضهم."
وأوضح عبده أن الخطة يديرها عسكريون أميركيون سابقون ومنظمات إغاثة خاضعة للرقابة المشددة، وتُنفَّذ من خلال مراكز توزيع في مواعيد محددة، دون أي دور للفلسطينيين أنفسهم، مشدداً على أن هذا انتهاك صارخ لواجب إدخال المساعدات بشكل فوري وفعّال ودون عوائق، كما يُقرّه القانون الدولي.
وقال عبده في منشور عبر منصة (اكس): "الهدف ليس الإغاثة، بل فرض السيطرة، وكسب الوقت لصالح إسرائيل، وتوسيع قبضتها العسكرية على الأرض، وإجبار السكان على النزوح عبر إنهاكهم وتجويعهم وتحويلهم إلى أرواح منهكة وبطون جائعة تنتظر وجبة أسبوعية".
ووصفها بأنها هذه ليست خطة إغاثة، بل شكل جديد من الحصار والإبادة الجماعية والتهجير القسري، مغلَّف بورقة "العمل الإنساني".
وطالب عبده بالسماح العاجل والفعّال بإدخال الاحتياجات المعيشية ومقومات النجاة بما يضمن حياة كريمة للسكان يستطيعون من خلالها بناء مستقبلهم على أرضهم مؤكداً أن الشعب الفلسطيني ليس مشاريع شفقة ويطالب بحقه الكامل في الحياة والحرية والكرامة، والبقاء على أرضه.