يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غاراته المكثفة على منازل المدنيين ومراكز الإيواء وخيام النازحين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مرتكبًا سلسلة من المجازر الدامية بحق عائلات بأكملها. وقد ارتفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الثلاثاء 21 أيار/مايو إلى أكثر من 50 شهيدًا، تزامنًا مع تحذيرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية من مجاعة وشيكة وانهيار تام في المنظومة الصحية.

وفي اليوم الـ64 من استئناف العدوان على القطاع، طالت الغارات مناطق في مدينة غزة ووسطها وجنوبها، في حين واصلت قوات الاحتلال تدمير مربعات سكنية شمالاً. وكان عدد الشهداء قد بلغ منذ فجر أمس نحو 138 شهيداً، بحسب مصادر طبية، في تصعيد متواصل للجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

وفي التفاصيل، استشهد 13 شخصاً في مجزرة ارتكبها الاحتلال بعد قصف مدرسة موسى بن نصير في حي الدرج، والتي كانت تؤوي نازحين، وذلك باستخدام طائرتين انتحاريتين.

وفي شمال القطاع، استُشهد 9 فلسطينيين جراء استهداف منزل لعائلة المقيد في عزبة ملين بمخيم جباليا، ولا تزال عمليات البحث جارية عن مفقودين تحت الأنقاض.

وفي بيت لاهيا، وصلت عشرات الإصابات إلى مستشفى كمال عدوان، عقب قصف عنيف شنّته طائرات الاحتلال على المنطقة.

كما استهدفت قوات الاحتلال المولدات الكهربائية الخاصة بمستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المستشفى، وفق وزارة الصحة في غزة، التي حذرت من أن هذا الاستهداف يهدد بتوقف المستشفى عن العمل بالكامل.

وفي بيان مقتضب، اعتبرت الوزارة أن تدمير مولدات الكهرباء في المستشفيات يُعد "ضرباً لعصب الخدمة الصحية وإنهاءً لعمل المنشآت الطبية في القطاع".

وفي وسط القطاع، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق عائلة نصّار، حيث استشهد 15 فرداً منها إثر قصف استهدف محطة راضي غرب مخيم النصيرات، التي كانت تؤوي نازحين. ومن بين الشهداء مدير مدرسة العز بن عبد السلام الثانوية الأستاذ أحمد نصار أبو أسامة، وزوجته، وأربع من بناته، وعدد من أفراد عائلته.

كما استُشهد 13 شخصاً من عائلة أبو سمرة في غارة جوية استهدفت منزلهم شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.

أما في جنوب القطاع، فقد أُصيب عدد من النازحين جراء غارتين لطائرات الاستطلاع "الإسرائيلية"، استهدفتا منطقتي المنارة ومعن شرق خانيونس، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين.

الصحة العالمية: مجاعة تلوح في الأفق وسط انهيار النظام الصحي

وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أزمة إنسانية خانقة ناجمة عن استمرار الحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين. وقال إن نحو مليوني شخص يواجهون الجوع، في حين تُحتجز أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية على المعابر الحدودية.

وأضاف أن تصاعد القتال، وأوامر الإخلاء، ومنع دخول المساعدات، كلّها عوامل تزيد من أعداد الضحايا في ظل نظام صحي منهار لم يعد قادراً على الاستجابة لحجم الكارثة المتصاعدة.

"أونروا" تدعو لرفع الحصار فورًا

وفي السياق ذاته، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" برفع الحصار عن قطاع غزة، محذّرة من تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة استمرار القصف وأوامر التهجير الجماعي.

وفي منشور عبر منصة "إكس"، قالت الوكالة: "بلغ اليأس ذروته في غزة، حيث تبحث العائلات عن الطعام والإمدادات، بينما يُجبر الآلاف على الفرار".

وأضافت: "يجب أن ترفع إسرائيل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ الثاني من آذار/مارس الماضي".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد