تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، لليوم الـ121 على التوالي، عدوانها الممنهج على مدينة جنين ومخيمها، ضمن حملة عسكرية متصاعدة تهدف إلى تغيير معالم المخيم وتدمير بنيته التحتية بالكامل، وسط منع تام لوصول المواطنين أو الطواقم الطبية والإعلامية. فيما شهد يوم الأربعاء 21 أيار/مايو تطورات عدوانية جديدة في الضفة الغربية، شملت مدينة نابلس وعدة مناطق أخرى.
وفي تطور ميداني جديد صباح اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي من مدينة جنين، حيث حاصرت منزلاً ومقهى يعودان للمواطن غسان السعدي، قبل أن تعتقله مع إياد العزمي بعد مداهمة المقهى وتفتيشه. كما نشرت قوات الاحتلال آلياتها عند مداخل الحي، ومنعت حركة مرور المواطنين والمركبات، ما أدى إلى شلل كامل في الحياة اليومية بالمنطقة.
في الوقت ذاته، تواصلت عمليات القمع والاعتداءات في بلدة قباطية جنوب جنين منذ ساعات الفجر، حيث أصيب شاب يبلغ من العمر 17 عاماً برصاص الاحتلال في بطنه، ونقل إلى المستشفى في حالة خطرة. كما دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء، خصوصاً في محيط مسجد الزهراء وحارة أبو الرب، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
وتمركزت قوات الاحتلال على أسطح عدد من المنازل التي حولتها إلى نقاط مراقبة عسكرية، فيما شنت حملة اعتقالات واسعة بحق السكان. وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة لوكالة "وفا"، إن الاحتلال دمر خطوط المياه والكهرباء وشبكات الإنترنت، ما أدى إلى تعطيل المدارس والدوام الرسمي؛ بسبب صعوبة تنقّل المعلمين والموظفين.
وفي بلدة ميثلون جنوب شرق جنين، أقامت قوات الاحتلال أمس الثلاثاء حاجزاً عسكرياً عند مدخل البلدة، وأعاقت حركة المركبات. كما أجبرت إحدى العائلات على إخلاء منزلها في محيط مخيم جنين.
وتشير بلدية جنين إلى أن الاحتلال شق نحو 15 شارعاً داخل المخيم، الذي لا تتجاوز مساحته نصف كيلومتر مربع، ما أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية، حيث تم تدمير أكثر من 60% من بنية المدينة، بما يشمل 120 كلم من الطرقات، و42 كلم من شبكات المياه، و99 كلم من خطوط الصرف الصحي.
أما في نابلس، فقد اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم أحياء متفرقة من المدينة، بينها شارع تل، البلدة القديمة، الباشا، رأس العين، التعاون، نابلس الجديدة والمعاجين، وداهمت أحد المنازل، وعبثت بمحتوياته دون تسجيل اعتقالات حتى اللحظة.
كما احتجز جنود الاحتلال عدداً من الشبان على المدخل الرئيسي لقرية اللبن الشرقية جنوب المدينة، وأقاموا حاجزاً عسكرياً، دققوا خلاله في بطاقات المواطنين، وصوروا لوحات المركبات، ما تسبب بتعطيل الحركة على المدخل الذي يعد منفذاً رئيسياً إلى مدينة سلفيت المحاصرة منذ أكثر من أسبوع.
وفي مدينة الخليل، فجرت قوات الاحتلال صباح اليوم منزل الشهيد عبد القادر القواسمي للمرة الثانية، بعد اقتحام واسع شمل أحياء عدة، وتمركز في محيط دائرة السير. واحتجزت القوات عدداً من العائلات، ومنعت وصول الفلسطينيين إلى المنطقة، ونصبت حاجزاً عسكرياً على المدخل الشمالي للمدينة. وكانت قوات الاحتلال قد فجرت المنزل ذاته أول مرة في 21 كانون الثاني/يناير 2024، عقب استشهاد القواسمي في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
وفي السياق ذاته، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن سلطات الاحتلال نفذت خلال شهر نيسان/أبريل الماضي 73 عملية هدم، طالت 152 منشأة، بينها 96 منزلاً مأهولاً و10 غير مأهولة، و34 منشأة زراعية. وتركزت عمليات الهدم في طوباس (59 منشأة)، الخليل (39 منشأة)، والقدس (17 منشأة).
وفي مدينة أريحا، أصيب شاب الليلة الماضية برصاص حي في يده، خلال اقتحام قوات الاحتلال لحي كتف الواد، حيث داهم الجنود عمارة سكنية قبل انسحابهم.