ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة دامية صباح اليوم الاثنين الموافق 26 آيار/ مايو، حيث استهدف بقصف عنيف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 36 شخصاً على الأقل بينهم 18 طفلاً و6 نساء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، فيما تواصل الآلة العسكرية الإسرائيلية حربها على قطاع غزة لليوم الـ70 على التوالي
وجاء القصف "الإسرائيلي" على مدرسة فهمي جرجاوي الواقعة في حي الدرج بمدينة غزة، ليضيف مجزرة جديدة إلى سلسلة المجازر التي تستهدف المدنيين العزل، حيث تحولت المدرسة التي كانت ملاذاً آمناً للنازحين إلى ساحة لمجزرة مروعة، وسط مشاهد مؤلمة لضحايا بينهم أطفال ونساء، فيما لا تزال أعداد الشهداء والجرحى في تزايد مع استمرار عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة هذه المجزرة بأنها "امتداد مباشر لجريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ قرابة 600 يوم، مؤكداً أن القوات "الإسرائيلية" تواصل استهداف مراكز الإيواء بشكل متعمد وممنهج، حيث بلغ عدد المراكز التي تعرضت للقصف 241 مركزاً حتى الآن، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية.
وأكد البيان أن هذه الهجمات تأتي في إطار سياسة مكشوفة تهدف إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين، معرباً عن إدانته الشديدة لهذه المجزرة، ومحملاً الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول الداعمة له مسؤولية استمرار هذه المجازر، كما طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف حرب الإبادة وإنهاء "شلال الدم" المتدفق في غزة.
مجازر متواصلة في مختلف أنحاء القطاع
لم تتوقف المأساة عند مدرسة الدرج، حيث ارتكب الاحتلال مجزرة أخرى في مدينة غزة باستهداف منزل مجاور لمخيم نازحين في شارع الثورة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال.
بينما ارتقى 19 فلسطينيًا في قصف على منزل لعائلة عبدربه في جباليا شمالي القطاع، في مجزرة دموية استشهد فيها جميع أفراد المنزل غالبيتهم من النساء والأطفال.
فيما شهدت منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة استشهاد عدد من النازحين وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مدنيين قرب مدرسة في الحي.
وفي غرب المدينة، استشهد عامل في بلدية غزة وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف مركبة للبلدية قرب دوار الـ17 على شارع الرشيد.
وفي مخيم المغازي وسط غزة، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بقصف مسيرة إسرائيلية استهدفت روضة أطفال تؤوي نازحين، كما أصيب ثلاثة مدنيين بقصف منزل لعائلة صباح قرب مسجد البخاري في دير البلح.
ملاجئ "أونروا" في غزة تعج بالنازحين الذين يبحثون عن الأمان
ويأتي ذلك فيما حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن ملاجئها في غزة تعج بالنازحين الذين يبحثون يائسين عن الأمان لكنه لا يوجد مكان آمن، ولا منطقة سَلِمت من الأعمال العدائية على حد وصفها.
وقالت الوكالة الأممية في بيان عبر منصة (اكس): "تجبر العديد من العائلات للعيش في مبانٍ مهجورة أو غير مكتملة أو متضررة. في ظروف معيشية وصحية متدهورة للغاية — في بعض الحالات، يضطر مئات الأشخاص لاستخدام مرحاض واحد فقط. بينما آخرون، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل، ينامون في العراء".
وأكدت على أن تفاقم الأزمة المستمرة والخوف من نزوح جديد يؤدي معاناة لا تُحتمل لأولئك الذين يعيشون أصلاً على الحد الأدنى من الغذاء، مشددة على وجوب وقف إطلاق النار على الفور.