في خطوة تعكس تصاعد الغضب الأوروبي من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أعلنت بلدية برشلونة الإسبانية وإقليم أبوليا الإيطالي قطع علاقاتهما الرسمية مع إسرائيل ووقف جميع أشكال التعاون مع حكومة الاحتلال.

برشلونة تلغي اتفاقية التوأمة مع "تل أبيب"

أصدر مجلس بلدية برشلونة ثاني أكبر مدن إسبانيا قرارا رسميا بقطع العلاقات المؤسسية مع إسرائيل وإلغاء اتفاقية التوأمة مع مدينة تل أبيب التي كانت سارية منذ عام 1998، وجاء القرار الذي حظي بدعم الحزب الاشتراكي الحاكم والقوى اليسارية والاستقلالية كرد فعل على ما وصفه المسؤولون الإسبان بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

وأكد عمدة المدينة جاوما كولبوني في بيان رسمي أن حجم المعاناة والدمار في غزة يجعل استمرار أي علاقة مع الحكومة "الإسرائيلية" أمرًا غير مقبول، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.

وشمل القرار الذي تضمن 20 بندًا إجراءات عملية منها منع استضافة ممثلين عن الحكومة "الإسرائيلية" أو شركات الأسلحة في فعاليات المدينة وحظر رسو السفن المتورطة في نقل الأسلحة إلى "إسرائيل" في ميناء برشلونة.

يذكر أن بلدية برشلونة كانت قد علقت علاقاتها مع إسرائيل مؤقتا في فبراير 2023 تحت قيادة العمدة السابقة آدا كولاو قبل أن يتم إلغاء القرار لاحقا بعد فوز الاشتراكيين في الانتخابات المحلية.

وتأتي هذه القرارات في سياق التوجه الرسمي الإسباني الذي بلغ ذروته في مايو 2024 بإعلان الاعتراف بدولة فلسطين من قبل حكومة بيدرو سانتشيز، إلى جانب أيرلندا والنرويج، وسط انتقادات حادة وجهتها مدريد لحكومة بنيامين نتنياهو خلال الأشهر الأخيرة.

إقليم في إيطاليا يوقف جميع التعاملات مع "إسرائيل"

وبموازاة ذلك أعلن حاكم إقليم أبوليا الإيطالي ميشيل إيميليانو وقف جميع أشكال التعاون والعلاقات مع الحكومة "الإسرائيلية"، في موقف استثنائي من نوعه داخل إيطاليا، احتجاجًا على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون في غزة.

وأصدر إيميليانو تعليمات مباشرة لكافة الإدارات والمؤسسات والشركات المرتبطة بالإقليم بقطع أي علاقات مع حكومة نتنياهو، موضحًا أن قراره موجه للسلطة التنفيذية "الإسرائيلية" وليس للشعب الإسرائيلي"، حسب تعبيره.

وقال إميليانو في بيان رسمي نقلته وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية: "إنه نظرا للإبادة الجماعية التي تنفذها حكومة نتنياهو بحق الفلسطينيين العزّل فإنه يدعو جميع المديرين والموظفين في الإقليم ووكالاته والشركات التابعة له إلى قطع جميع أشكال العلاقات مع الممثلين الرسميين لحكومة نتنياهو ومع كل من يُنسب إليها ممن لا يُظهرون بوضوح ودون لبس دعمهم لكل المبادرات الرامية إلى وقف المجازر الإسرائيلية في غزة".

وأوضح إميليانو أن القرار يستهدف حكومة نتنياهو لا "الإسرائيليين"، إذ إن هناك العديد من الإسرائيليين واليهود في أنحاء العالم يُدينون هذه الحكومة ويتمنون وضع حد للمجزرة.

تأتي هذه الخطوات في سياق تصاعد الغضب الأوروبي من السياسات "الإسرائيلية" حيث سبق أن أعلنت إسبانيا بالتعاون مع أيرلندا والنرويج في مايو 2024 الاعتراف بدولة فلسطين كما تصاعدت الانتقادات الأوروبية للحكومة الإسرائيلية على خلفية استمرار العدوان على غزة.

وتعكس هذه القرارات تزايد الضغوط الشعبية والسياسية في أوروبا لاتخاذ مواقف أكثر حزما ضد الانتهاكات الإسرائيلية في الوقت الذي تشهد فيه العواصم الغربية تحركات متصاعدة لدعم الحقوق الفلسطينية ومحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب في قطاع غزة.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد