في تصعيد جديد لجرائم الحرب، واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين في شمال قطاع غزة، حيث أباد عائلات بأكملها في جباليا ودمر بشكل ممنهج ما تبقى من المنظومة الطبية، وكان آخرها تدمير المستشفى الوحيد المخصص لمرضى الكلى
فقد شهدت منطقة جباليا منذ فجر اليوم الاثنين 2 حزيران يونيو 2025 قصفاً عنيفاً طال سبعة منازل على الأقل، أبرزها منازل عائلات البرش وطنبورة ونصر وجنيد، فيما دمرت منازل عائلات منصور والندر والنجار في جباليا البلد، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال.
وكانت أبشع المجازر تلك التي ارتكبها الاحتلال بحق عائلة البرش، حيث استهدف منزل شقيقة الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد 16 فرداً من العائلة بينهم أطفال ونساء في حصيلة أولية لا تزال غير نهائية.
وفي جريمة مماثلة، استهدفت طائرات الاحتلال عمارة نبيل جنيد في شارع النجار، ما أسفر عن استشهاد امرأة وإصابة آخرين، بينما ارتقى 7 أفراد من عائلة نصر ليلة أمس، كما استشهد أربعة فلسطينيين في قصف استهدف منطقة الفالوجا بمخيم جباليا.
وفي وسط قطاع غزة بدير البلح، استهدف جيش الاحتلال الطابق العلوي لمدرسة العائشية التي تؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.
ووفقاً لبيان وزارة الصحة اليومي، فقد بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم 54470 شهيداً و124693 إصابة، بينما بلغ عدد الشهداء منذ 18 مارس 2025 فقط 4201 شهيداً و12652 إصابة
وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصل إلى مستشفيات القطاع 52 شهيداً و503 إصابات، مع وجود عدد من الضحايا تحت الأنقاض لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل
خروج كامل مستشفيات شمالي القطاع عن الخدمة
وفي تطور خطير، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تدمير مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى شمال القطاع، وهو آخر مركز يعمل في محافظتي غزة والشمال، وكان يقدم خدماته لأكثر من 160 مريضاً بالفشل الكلوي، حيث أكدت الوزارة أن 41% من مرضى الفشل الكلوي توفوا منذ بداية الحرب جراء استهداف المراكز الطبية ومنعهم من تلقي العلاج
وقال الدكتور منير البرش إن المركز الذي يقع داخل المستشفى الإندونيسي تم ترميمه وإعادة تشغيله قبل أسابيع فقط، وكان يعمل في ظروف بالغة الصعوبة نتيجة نقص الوقود والمستلزمات الطبية، قبل أن يتم تدميره بالكامل
يأتي ذلك بعد أيام من إجبار قوات الاحتلال المرضى والطواقم الطبية على إخلاء مستشفى العودة قسراً، ما أدى إلى خروجه الكامل عن الخدمة، وبذلك يكون شمال القطاع قد فقد آخر منشآته الطبية، بعد تدمير مستشفيات الإندونيسي وكمال عدوان والعودة سابقاً، في سياسة ممنهجة لتفريغ المنطقة من السكان والمرافق الحيوية
قصف غير مسبوق ومخطط "إسرائيلي" لتوسيع العدوان
وتزامنت هذه المجازر مع توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث دمر الاحتلال خلال 48 ساعة الماضية نحو 70 منزلاً وبرجاً، غالبيتها في مناطق شمال مدينة غزة وشمالها الغربي والشرقي، في إطار سياسة استهداف الأبراج والتجمعات السكنية للضغط على السكان المدنيين
وكان شمال قطاع غزة قد شهد سلسلة انفجارات عنيفة، وصلت أصداؤها إلى مدينة القدس المحتلة ومنطقة النقب، وفقاً لوسائل إعلام عبرية وصفت حجم الانفجارات بأنه غير مسبوق، مشيرة إلى تدمير عدد كبير من البنى التحتية
يأتي ذلك في أعقاب تعليمات أصدرها رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير بتوسيع العمليات العسكرية لتشمل مناطق إضافية في شمال وجنوب القطاع، حيث دعا خلال جلسة لتقدير الموقف إلى "توسيع المناورة البرية"، في استمرار لسياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة