واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين والنازحين وطالبي المساعدات في قطاع غزة، ارتقى خلالها عشرات الشهداء والجرحى، منذ فجر اليوم الأحد 8 حزيران/ يونيو، في الوقت الذي بلغت فيه المجاعة مستويات خطيرة تصاعدت معها التحذيرات من استهداف الاحتلال المتعمد للفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
وفي اليوم الـ83 من استئناف حرب الإبادة على غزة، ارتكب الاحتلال "الإسرائيلي" مجزيرتين جديدتين قرب مراكز توزيع للمساعدات في جنوب ووسط القطاع، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
وأفاد مصدر طبي بمستشفى العودة باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب مركز توزيع للمساعدات على محور نتساريم وسط قطاع غزة.
أما جنوبي قطاع غزة فقد أفاد مصدر طبي آخر بارتقاء 4 فلسطينيين وإصابة 70 بنيران قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب مركز مساعدات أميركي غربي مدينة رفح.
بينما في مدينة خان يونس، ارتقى 5 فلسطينيين بينهم طفلتان في قصف من مسيّرة "إسرائيلية" على خيام نازحين في منطقة المواصي، كما جرى استخراج جثماني شهيدين إثر قصف "إسرائيلي" على منطقة معن شرقي المدينة.
شمالي القطاع، أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء باستشهاد 8 فلسطينيين في قصف "إسرائيلي" على جباليا البلد، في الوقت الذي نفذه فيه جيش الاحتلال عمليات تدمير واسعة لمباني سكنية مخيم جباليا للاجئين.
وفي بيت لاهيا، وبحسب مصادر محلية، استشهد فلسطيني وأصيب آخرين في منطقة السلاطين غرب المدينة، وأصيب مسنّ فلسطيني وطفلة في قصف "إسرائيلي" استهدف منطقة العطاطرة.
إلى جانب ذلك، نقلت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ثلاث إصابات من منطقة الصفطاوي اثر استهداف مدفعي باتجاه مستشفى الشفاء الطبي.
مجمع ناصر الطبي على وشك الخروج عن الخدمة
أعلن مدير التمريض في مجمع ناصر الطبي، محمد صقر، أن المستشفى سيتوقف عن العمل خلال الساعات القليلة القادمة بسبب الانهيار الكامل في الإمكانات، والنقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية. وأوضح أن الطواقم الطبية تواصل عملها في ظروف غير إنسانية، دون توفر حتى الخبز لسد الجوع.
وقال صقر: "أجرينا أمس عمليات جراحية بلا كهرباء في مشهد مأساوي. لا مستلزمات، لا طعام، لا كهرباء، ولا ماء، ونحن نعمل بوسائل بدائية." وأضاف: "جميع العاملين في المجال الطبي باتوا في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، والاحتلال يستهدف كل من يمد العون لأهالي قطاع غزة."
من جانبه، حذر مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، د. مروان الهمص، من أن أزمة الوقود المتفاقمة قد تؤدي إلى توقف جميع المستشفيات عن العمل خلال يومين فقط، مؤكدًا أن المستشفيات تعمل حالياً وفق نظام صارم لترشيد استهلاك الكهرباء في محاولة للبقاء لأطول فترة ممكنة.
وقال الهمص: "نوجه إنذارًا للعالم أجمع بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ القطاع الصحي المنهار في غزة. سوء التغذية ينتشر بشكل مخيف، وسكان القطاع، خاصة الأطفال، دخلوا بالفعل في مرحلة حرجة."
وأشار إلى أن 650 ألف نسمة في منطقة خان يونس يعتمدون كليًا على خدمات مجمع ناصر الطبي، ما يجعل توقفه كارثة إنسانية بكل المقاييس.
وفي سياق متصل، قال صقر إن المجمع استقبل اليوم 6 شهداء سقطوا في محيط مراكز توزيع المساعدات، والتي تحولت إلى ساحات موت بفعل استهداف الاحتلال لها، مضيفًا: "الاحتلال يجبر الجياع على الزحف على الأرض في سبيل الحصول على الطعام، ثم يطلق عليهم النار".
أونروا: الجوعى يُجبرون على الزحف تحت النار
وفي شهادة مؤلمة وثقتها وكالة "الأونروا"، نقل ناجٍ من مجازر المجوعين في رفح تفاصيل لحظات الرعب قائلاً: "توجهنا إلى مركز توزيع المساعدات فجرًا، وانتظرنا إشارة من الجيش الإسرائيلي للتحرك، وكان إطلاق النار لا يتوقف. زحفنا على الأرض لأكثر من ساعة، وعندما حاولنا الركض، أُعيد إطلاق النار وأصيب كثيرون… لم أشهد شيئًا كهذا من قبل."
وقالت "أونروا" عبر حسابها على منصة "إكس": "أُجبر أناس جياع على الزحف على الأرض وسط إطلاق نار كثيف، في محاولة يائسة لتأمين الطعام لعائلاتهم، فقط ليجدوا أنفسهم يغامرون بحياتهم ويغادرون بلا شيء".
ودعت الوكالة الأممية إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية بأمان وعلى نطاق واسع، وأكدت أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا عبر الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا.