أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ظهر اليوم الاثنين 16 حزيران/يونيو، استشهاد 68 فلسطينياً وإصابة 182 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على القطاع.

وبحسب بيان الوزارة، فقد بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، 55,432 شهيداً و128,923 إصابة، فيما ارتفع عدد الشهداء من الباحثين عن المساعدات الإنسانية ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 338 شهيداً و2,831 إصابة.

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال ارتكاب مجازر بحق المدنيين. وكانت الوزارة قد أفادت في وقت سابق باستشهاد 26 مدنياً برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية شمال مخيم النصيرات وسط القطاع. كما أدى استهداف مباشر لنقطة توزيع غرب مدينة رفح إلى استشهاد 20 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

كما طالت الغارات "الإسرائيلية" مناطق متفرقة من القطاع، منها حي الشجاعية وشارع السكة شرق مدينة غزة، ومنطقة المطاحن جنوب شرقي دير البلح، وسط انقطاع متكرر للاتصالات والإنترنت لليوم العاشر على التوالي، في محاولة لعزل القطاع إعلاميًا والتعتيم على الجرائم المرتكبة.

وأكدت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة أن حصيلة الشهداء جراء هذه الغارات وحدها بلغت 43 شهيداً، بينهم 26 مدنياً كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الإنسانية.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" استهدفت المنتظرين في مناطق توزيع المساعدات شمال مخيم النصيرات، باستخدام القصف المدفعي وإطلاق النار من مسيّرات، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.

في سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 300 فلسطيني استشهدوا وأصيب 2649 آخرون منذ 27 أيار/مايو وحتى اليوم، خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء المعروفة بـ"الآلية الأميركية-الإسرائيلية".

ووصف المكتب هذه المراكز بأنها "مصايد موت" تستدرج الجائعين نحو الاستهداف المباشر، مشيراً إلى أن الاعتداءات تركزت في مناطق رفح جنوباً ووادي غزة وسط القطاع.

كما حذّرت وزارة الصحة من تهديد مباشر لحياة المرضى والطواقم الطبية، بعد تعرّض مستشفى الصليب الأحمر الميداني في منطقة المواصي بخان يونس لإطلاق نار مباشر من آليات الاحتلال، مشيرة إلى أن مستشفى غزة الأوروبي ما يزال خارج الخدمة، رغم الحاجة الملحة لتشغيله بسبب تكدّس المصابين.

ودعت الوزارة المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل، وتوفير الحماية للمرافق الصحية والعاملين فيها، إلى جانب إيجاد آليات آمنة لتوزيع المساعدات، بما يضمن حماية المدنيين وعدم تعريضهم للموت أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء.

مفوض الأمم المتحدة: الاحتلال يستخدم الغذاء كسلاح

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن السلطات "الإسرائيلية" تستخدم الغذاء كسلاح في الحرب الدائرة على غزة، من خلال استهداف المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات الإنسانية.

وأكد المفوض في بيان له أن استهداف مواقع توزيع الغذاء يُعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، مشدداً على ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في تلك الهجمات، والتي أسفرت عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى.

وأضاف:"حرمان السكان من الغذاء أو تعريضهم للخطر أثناء تلقيه يُعد انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية، ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة"، داعياً جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين دون عوائق.

الاحتلال يقطع الاتصالات عن غزة للمرة العاشرة

في سياق متصل، قطع الاحتلال "الإسرائيلي" مجدداً الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، في انقطاع هو العاشر منذ بدء العدوان، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي، الذي اعتبر ذلك "تعتيمًا إعلاميًا مدروسًا" يهدف إلى حجب حقيقة الجرائم المرتكبة عن العالم.

وأكد المكتب أن "الانقطاع الشامل لا يمكن اعتباره خللاً فنياً، بل هو جريمة ترتكب مع سبق الإصرار"، مشيراً إلى أن ذلك يعزل غزة عن العالم، ويُبقي المصابين ينزفون حتى الموت في صمت، ويُعيق عمل الفرق الطبية والإغاثية، ويمنعها من الوصول إلى الجرحى.

واعتبر أن هذا التعتيم يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويُظهر الوجه الفاشي للاحتلال الذي يستخدم أدوات تكنولوجية حديثة في خنق شعب بأكمله ومحاولة إذلاله.

وفي ختام بيانه، حمّل المكتب الإعلامي الاحتلال "الإسرائيلي" كامل المسؤولية عن هذه الجريمة، كما حمّل الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية السياسية والأخلاقية عن الصمت والتواطؤ مع هذه السياسات الإجرامية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد