استشهد 23 فلسطينياً منذ فجر اليوم الخميس 19 حزيران/يونيو، بينهم 16 من المدنيين المنتظرين للمساعدات الإنسانية، في سلسلة هجمات "إسرائيلية" على قطاع غزة، وفق مصادر طبية. وأفادت وزارة الصحة باستقبال المستشفيات 69 شهيداً و221 جريحاً خلال 24 ساعة، لترتفع حصيلة العدوان منذ أكتوبر 2023 إلى 55,706 شهيد و130,101 جريح. وشملت الهجمات قصف نقاط توزيع المساعدات ومناطق نزوح، فيما حذرت "أونروا" من انهيار الخدمات الصحية مع نفاد 45% من المستلزمات الطبية واقتراب وقود المستشفيات من النفاد.
أفادت مصادر محلية باستشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة آخرية جراء قصف "إسرائيلي" استهدف خيمة تؤوي نازحين في محيط مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي السياق استهدفت طائرة مسيرة نقطة إنترنت قرب مستشفى القدس في تل الهوى جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابة العشرات بجراح.
وأعلنت مصادر طبية في مستشفيي شهداء الأقصى والعودة قد أعلنت عن ارتقاء 16 شخصاً وإصابة أكثر من 100 جريح، جراء استهداف مباشر لمنتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة.
وفي الوقت ذاته، قالت مصادر محلية فلسطينية: إن 8 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون جراء قصف آليات ومسيّرات الاحتلال فلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات في محيط جسر وادي غزة، شمال النصيرات، وسط القطاع.
فيما استهدفت آلية "إسرائيلية" منتظري المساعدات في شارع الطينة جنوب غربي مدينة خان يونس، ما أدى إلى ارتقاء 6 فلسطينيين وإصابة آخرين.
كمل قصفت طائرات الاحتلال مناطق مكتظة بالنازحين، لا سيما شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى.
أما بمدينة غزة، أكد مصدر في المستشفى المعمداني استشهاد 5 فلسطينيين في قصف "إسرائيلي" على منزل في حي الزيتون بمدينة غزة. وفي قصف مماثل ارتقى فيه أيضاً 3 فلسطينيين في قصف "إسرائيلي" استهدف شقة سكنية قرب شارع الجلاء غربي المدينة.
وشمالي قطاع غزة، نفذ حيش الاحتلال عمليات تدمير جديدة لمنازل سكنية شرقي منطقة جباليا البلد.
وفي تطور مأساوي آخر، تمكنت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني من انتشال جثامين عدد من الشهداء الذين قضوا جراء قصف إسرائيلي استهدفهم أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية على شارع البحر شمال غزة، وذلك بعد مرور خمسة أيام على استشهادهم، حيث عانت الفرق الطبية من صعوبات بالغة في الوصول إليهم بسبب استمرار القصف.
أونروا والأمم المتحدة تحذران: الوقود شارف على النفاد والمنظومة الصحية تنهار
ودخل قطاع غزة مرحلة حرجة مع مرور أكثر من 100 يوم على انقطاع الوقود، مما أدى إلى توقف شبه تام في القطاعات الصحية والإنسانية والخدمات الأساسية، في ظل الحصار "الإسرائيلي" المستمر منذ أكثر من 20 شهراً.
وأكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن غياب الوقود أدى إلى توقف الحاضنات وسيارات الإسعاف، وإغلاق المخابز، وانقطاع المياه والاتصالات، ما يجعل من استمرار العمليات الإنسانية أمرًا مستحيلًا.
ودعت الوكالة قائلة في بيان لها: "يجب السماح الفوري بدخول الوقود. يجب رفع الحصار".
وفي السياق نفسه، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من انهيار الخدمات الصحية، مع غرق المستشفيات في الظلام بسبب نفاد الوقود، في حين باتت سيارات الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى الجرحى، والمياه مهددة بالنفاد في غضون أيام.
ودعت الأمم المتحدة سلطات الاحتلال إلى وقف استخدام القوة المميتة في محيط نقاط توزيع الغذاء، في محاولة للحد من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
المنظومة الصحية في قطاع غزة تحتضر
"أونروا" كشفت عن أن المنظومة الصحية في غزة وصلت إلى "وضع حرج"، حيث نفد 45% من المستلزمات الأساسية في المجال الصحي، في حين يُتوقع نفاد 25% إضافية خلال الأسابيع الستة القادمة.
كما شدّدت على أن "مخزون الأدوية الحيوية ونواتج الدم" على وشك النفاد، وسط تصاعد الاحتياجات الصحية التي باتت "ملحّة وتتزايد يومًا بعد يوم".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت أن قوات الاحتلال منعت مجددًا الجهات الدولية من الوصول إلى مواقع تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بدعوى وقوعها ضمن ما تُعرف بـ"المناطق الحمراء".
وأوضحت أن هذا المنع يُعيق بشكل مباشر تشغيل المولدات الكهربائية التي تعتمد عليها أقسام حيوية مثل غرف العمليات والعناية المركزة وحاضنات الأطفال.
وحذّرت الوزارة من أن ما تبقى من وقود في المستشفيات لا يكفي لأكثر من ثلاثة أيام، مشيرة إلى أن أي تأخير إضافي في إدخال الوقود يعني انهيارًا شاملًا للقطاع الصحي، وتفاقمًا كارثيًا في الأوضاع الإنسانية.