أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قرب افتتاح مكتب لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في العاصمة أنقرة، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم بلاده المتواصل لحقوق اللاجئين الفلسطينيين ولدور الوكالة الأممية الذي وصفه بأنه "لا يمكن الاستغناء عنه".
وجاء الإعلان خلال كلمة ألقاها أردوغان أمام وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، في الجلسة المنعقدة بمدينة إسطنبول، حيث دعا القادة المجتمعين إلى تعزيز الدعم المالي والسياسي للوكالة في مواجهة ما وصفه بـ"الهجمة الممنهجة" التي تتعرض لها من قبل الاحتلال "الإسرائيلي".
وقال الرئيس التركي في كلمته: "نرفض محاولات إسرائيل شلّ عمل أونروا، وندعو جميع الدول الأعضاء إلى الوقوف صفاً واحداً خلف الوكالة، وتوفير الدعم اللازم لاستمرار خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين".
ويأتي الإعلان عن افتتاح المكتب في توقيت بالغ الحساسية، في ظل أزمة تمويل غير مسبوقة تعاني منها الوكالة، بعد قيام عدد من الدول المانحة بتقليص أو تعليق مساهماتها المالية، نتيجة لضغوط سياسية متزايدة، وانتقادات متكررة من قبل "إسرائيل" التي ترفض طبيعة عمل الوكالة ووجودها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وشدد أردوغان على أن إنشاء المكتب الجديد في أنقرة سيعزز من التنسيق مع الوكالة الأممية، وسيوفر إطاراً عملياً لدعم مشاريعها الإغاثية والتعليمية والصحية في مناطق عملها الخمس، والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن.
ولاقت تصريحات الرئيس التركي ترحيباً في أوساط المشاركين، في ظل تصاعد الدعوات داخل المنظمة الإسلامية لاتخاذ مواقف جماعية أكثر قوة في دعم "أونروا"، التي تواجه تحديات وجودية تهدد مستقبل ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة.
ويُنظر إلى الخطوة التركية بوصفها تحركاً استراتيجياً لدعم استمرارية الوكالة، ورداً مباشراً على المساعي "الإسرائيلية" المتواصلة لإنهاء ولايتها، خاصة في ظل التوترات الإقليمية وتصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعتمد ملايين الفلسطينيين على خدمات الوكالة في ظل الحصار والحرب المستمرة.
وفي الجلسة نفسها، حذّر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني من انهيار وشيك للوكالة الأممية في ظل أزمة مالية خانقة، مشيراً إلى أنه قد يُضطر قريباً لاتخاذ "قرارات غير مسبوقة" ستؤثر بشكل مباشر على عمليات الوكالة وخدماتها المقدّمة للاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق عملها.
