467 شهيدًا من طالبي المساعدات في غزة... والاحتلال يواصل استهداف المدنيين

الإثنين 23 يونيو 2025
تشييع شهداء مجزرة المساعدات في رفح بمستشفى ناصر في خانيونس، اليوم
تشييع شهداء مجزرة المساعدات في رفح بمستشفى ناصر في خانيونس، اليوم

يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استهداف المدنيين ومراكز توزيع المساعدات، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، في وقت يقترب فيه قطاع غزة من الانهيار التام على المستويين الإنساني والخدمي.

وأفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 29 فلسطينياً منذ فجر اليوم الاثنين 23 حزيران/يونيو، بينهم 13 من منتظري المساعدات.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة وصول 39 شهيداً (بينهم شهيد جرى انتشاله) و317 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى وجود ضحايا لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض وفي الطرقات، دون قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليهم.

وارتفعت حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 55,998 شهيداً و131,559 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025 نحو 5,685 شهيداً و19,518 إصابة.

وأكدت الوزارة أن حصيلة شهداء "لقمة العيش" الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 17 شهيداً وأكثر من 136 إصابة، ليرتفع الإجمالي إلى 467 شهيداً وأكثر من 3,602 إصابة.

وشملت الغارات "الإسرائيلية" مناطق واسعة من جباليا شمالاً حتى خان يونس جنوباً، وتركز القصف المدفعي على أحياء التفاح، جبل الصوراني، وأرض الشنطي شرق غزة، إضافة إلى مدينة حمد ومنطقة السطر الغربي في خان يونس.

استهداف مراكز المساعدات ومجازر بحق النازحين

في خان يونس، استهدف الاحتلال خيام النازحين قرب مسجد الهداية بمواصي القرارة، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين. كما حذّرت إدارة مستشفى ناصر من تعرّض حياة حديثي الولادة للخطر؛ بسبب نقص حاد في الحاضنات والمستلزمات الأساسية.

أما في رفح، فاستشهد 10 فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات تابع لشركة أميركية شمال غرب المدينة، وأصيب أكثر من 15 آخرين. وفي جباليا، قصف منزل مأهول ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين، في وقت تواصل فيه طواقم الدفاع المدني محاولات انتشال الضحايا وسط استمرار القصف.

وفي بيت لاهيا، استشهد ثلاثة أشقاء أثناء تفقدهم منزلهم المدمر في منطقة السلاطين، إثر قصف مباشر من قوات الاحتلال.

وفي سياق ميداني متصل، أعلنت كتائب عز الدين القسام قنص جندي "إسرائيلي" في حي الشجاعية، واستهداف القوات المتمركزة في جبل المنطار بقذائف هاون. فيما أشارت مصادر عبرية إلى "حدث أمني" في غزة، وجرى نقل جنود مصابين عبر المروحيات.

منع طواقم الإنقاذ وتوثيق الجرائم

وأفاد المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً بأن الاحتلال يمنع طواقم الإنقاذ من الوصول إلى مواقع المجازر، معتبراً أن ما يجري يُعد جريمة منظمة ترقى لجرائم حرب. وأكد المركز رفض الاحتلال التنسيق للبحث عن امرأتين مفقودتين من عائلتي "سالم" و"العطار" في بيت لاهيا.

كما أدان مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) استهداف مخيم الصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات تمثل خرقاً للقانون الدولي، وتهدد حياة الإعلاميين بشكل مباشر.

وأشار إلى أن الهجمات دفعت العديد من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية إلى مغادرة المنطقة، مما قيّد التغطية الميدانية وفرض تعتيماً على المجازر. وشدد البيان على أن استهداف الصحفيين خرق واضح للمادة 79 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف.

ودعا المركز المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لحماية الصحفيين وتوفير الضمانات لهم، مؤكداً أن استهداف الإعلام هدفه تغييب الحقيقة والتعتيم على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة.

"أونروا": الاحتلال يستخدم الاتصالات كسلاح حرب وموظفونا يواجهون صعوبات في إيصال المساعدات

وفي سياق متصل بانتهاكات الاحتلال، قالت جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إن الاتصالات تستخدم كسلاح حرب ضد المدنيين في قطاع غزة، محذرة من أن انقطاع الشبكات يشكل تحديا كبيرا أمام فرق الإغاثة.

وأوضحت توما أن الغالبية العظمى من موظفي "أونروا" في غزة لا يملكون وسيلة اتصال فعالة في المناطق المتأثرة بانقطاع الشبكة، وهو ما يعقد عمليات إيصال المساعدات الإنسانية والتنسيق بين الفرق العاملة.

وأضافت أن بعض الموظفين يضطرون في بعض الأحيان إلى الصعود إلى أسطح المباني – رغم خطورة ذلك في ظل الغارات الجوية – فقط للحصول على إشارة هاتفية تمكنهم من إرسال رسالة تؤكد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

وأكدت أن هذا الواقع يعكس حجم المخاطر التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني داخل القطاع، في وقت تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية وتتصاعد الاحتياجات الأساسية للسكان.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد