واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اعتداءاته المتصاعدة على مدن وبلدات الضفة الغربية، والتي استمرت منذ يوم الجمعة وحتى صباح اليوم السبت 28 حزيران/ يونيو، مُسفرِة عن إصابة عدد من الفلسطينيين بالرصاص وآخرين بالضرب، وذلك إلى جانب اعتقال 25 فلسطينياً على الأقل خلال عمليات اقتحام المنازل وتفتيشها والاعتداء على سكانها في إطار الهجمة "الإسرائيلية" على فلسطينيي الضفة والقدس.
وتركزت حملة المداهمات والاعتقالات الواسعة في مختلف أنحاء الضفة الغربية والتي طالت صحفيين وأسرى محررين وذوي شهداء، في محافظات نابلس وقلقيلية وسلفيت وجنين والخليل.
ففي بلدة يعبد جنوب مدينة جنين، أُصيب شاب فلسطيني، مساء الجمعة، برصاص الاحتلال خلال تواجده على شارع "العابر" جنوب البلدة، بينما ذكرت مصادر محلية أن جنديًا أطلق النار من برج مراقبة فأصاب الشاب في قدمه، قبل أن تقوم قوة عسكرية باعتقاله ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليه.
كما أُصيب أربعة فلسطينيين، بينهم طفلان، برصاص جنود الاحتلال، فيما تعرضوا أيضًا لاعتداءات جسدية، خلال اقتحام البلدة ذاتها، وبحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اعتدى جنود الاحتلال بالضرب المبرح على طفلين، واعتقلوا طفلين آخرين، هما توفيق محمود أبو بكر وعماد عبد الرحمن قبها (15 عامًا)، أثناء تواجدهما أمام أحد المحال التجارية.
في حين اقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي ترافقها جرافة عسكرية، وداهمت منازل الفلسطينيين، واحتجزت عددًا منهم وحققت ميدانيًا معهم، وسط تدمير واسع للممتلكات. وقالت جمعية الهلال الأحمر إن طواقمها نقلت فلسطينا أصيب جراء تعرضه للضرب الشديد بعد اقتحام منزله.
كما دمر جرافة الاحتلال البنية التحتية في منطقة "البيادر"، ونشرت فرق مشاة في شارع نابلس، وجاء ذلك في إطار العدوان المتواصل على جنين ومخيمها الذي دخل يومه الـ159، حيث أسفر عن استشهاد 40 فلسطينيًا، إضافة إلى عشرات الإصابات والمعتقلين، وتدمير المنازل وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.
وفي بلدة سنجل شمال رام الله، أُصيب شاب فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال تصديه برفقة الأهالي لاقتحام مجموعة من المستوطنين للبلدة، وسط إطلاق نار من قوات الاحتلال.
وفي محافظة سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال، الشابين نور أمين أبو ليلى، شقيق الشهيد عمر أبو ليلى، وأدهم إسماعيل صابر، وهو أسير محرر، بعد مداهمة منزليهما في بلدة الزاوية وتفتيشهما والاعتداء عليهما، بينما في قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد عبد الله عمران من بلدة عزون، بعد مداهمة منزله.
أما محافظة نابلس، شهدت اعتقال ما لا يقل عن 12 فلسطينيًا خلال اقتحامات متزامنة، شملت بلدات زواتا، مادما، عصيرة القبلية، تل، وبيتا. ومن بين المعتقلين: معاذ عكليك، أحمد قط، إحسان نصار، بشير أبو حامد، حسن بسام، محمد إبراهيم، محمود أبو مأمون، مالك واصف، همام شريف، محمد صبحي، ومحمود أبو عصيدة، بالإضافة إلى الصحفي مجاهد بني مفلح.
يأتي هذا التصعيد في إطار سياسة ممنهجة تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، تستهدف بشكل خاص الصحفيين وذوي الشهداء والأسرى المحررين، وسط تواصل العدوان على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس والتي بدأت تمتد إلى مخيمات أخرى خلال الأسابيع الماضية.