زعمت قناة "i24NEWS" العبرية قرب التوصل إلى "اتفاقية سلام" بين سوريا و"إسرائيل"، يتوقع توقيعها قبل نهاية عام 2025، برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشجيع من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ويشمل الاتفاق المزعوم انسحاباً تدريجياً للاحتلال من الأراضي السورية المحتلة منذ توغّله في المنطقة العازلة في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، مقابل تحويل مرتفعات الجولان إلى "حديقة للسلام"، وفقاً للتسريبات، دون حسم نهائي لمسألة السيادة على الجولان.
وبحسب القناة، التي استندت إلى ما وصفته بـ"مصدر سوري"، فإن الاتفاق المرتقب سيؤسس لتطبيع كامل للعلاقات بين الطرفين، ويتضمن ترتيبات أمنية ومدنية مشتركة لإدارة الجولان، المنطقة التي تحتلها "إسرائيل" منذ عام 1967.
كما نقلت القناة عن مصادر أمنية أن الحرب الأخيرة بين إيران و"إسرائيل" ساهمت في تقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب، مشيرة إلى أن حكومة الشرع سمحت للطائرات "الإسرائيلية" باستخدام المجال الجوي السوري خلال بعض العمليات العسكرية، وهو ما يعد تطورًا غير مسبوق في العلاقة بين الجانبين.
وفي السياق ذاته، صرّح وزير الخارجية "الإسرائيلي" جدعون ساعر أن بقاء "إسرائيل" في مرتفعات الجولان يشكل شرطاً أساسياً لأي اتفاق سلام محتمل، مضيفاً أن اعتراف دمشق بـ"السيادة الإسرائيلية" على الجولان سيكون "خطوة ضرورية" لإبرام الاتفاق.
وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير صدرت عن وسائل إعلام عبرية عقب سقوط نظام بشار الأسد، تحدّثت عن لقاءات جمعت مسؤولين "إسرائيليين" مع شخصيات بارزة في السلطة السورية الجديدة.
من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطّلعة أن وفوداً من الجانبين عقدت خلال الأسابيع الأخيرة لقاءات مباشرة "وجهاً لوجه"، بهدف احتواء التوتر المتصاعد وتفادي اندلاع مواجهة شاملة على الحدود، لا سيما في ظل الوضع الهش الذي تعيشه سوريا بعد انهيار النظام السابق.
في الوقت نفسه، تشهد محافظتا القنيطرة ودرعا تصعيدًا ميدانيًا متسارعًا، يتمثّل في غارات جوية متكررة، توغّلات عسكرية، واعتقالات في قرى جبل الشيخ والمناطق الحدودية الجنوبية. وقد ارتكب الاحتلال "الإسرائيلي" انتهاكات مباشرة أسفرت عن استشهاد 30 مدنيًا، وفقًا لتقارير موثقة صادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
بدوره، أكّد الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع وجود مفاوضات غير مباشرة جارية عبر وسطاء دوليين، مشدّدًا خلال لقائه وجهاء من محافظتي القنيطرة والجولان في قصر الشعب بدمشق، يوم الأربعاء 25 حزيران/يونيو 2025، على ضرورة وقف الاعتداءات "الإسرائيلية" على الأراضي السورية. وأشار إلى أن المحادثات تتركز على اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، وضرورة الالتزام بها.
يذكر أن "إسرائيل" تحتل الجزء الأكبر من الجولان منذ عام 1967، ما أدى إلى تهجير سكانه الأصليين إلى الداخل السوري، بينما تم توقيع اتفاق فك الاشتباك عام 1974 عقب حرب أكتوبر، ونصّ على إنشاء منطقة عازلة بين القوات السورية و"الإسرائيلية"، ما ساهم في استقرار نسبي استمر لعقود.