استشهد فلسطيني مسن برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مع تواصل العدوان على مدن ومخيمات الضفة الغربية، فيما اعتقلت قوات الاحتلال، صباح اليوم الجمعة 4 تموز/ يوليو، عددًا من الفلسطينيين خلال مداهمات لعشرات المنازل، بينما هاجم مستوطنون بلدة بيتا مجددًا، واعتدوا على السكان بالضرب، وسط محاولات لإحراق أحد المنازل.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الفلسطيني وليد حسن سعد بدير (61 عامًا) برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس في طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية أن الشهيد أصيب برصاصة في الفخذ أطلقها عليه جنود الاحتلال المتحصنين في منازل استولوا عليها، وحوّلوها إلى ثكنات عسكرية عند المدخل الشرقي لمخيم نور شمس، وذلك أثناء مروره بدراجته النارية من المكان.
ونقل بدير إلى المستشفى عبر طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلا أنه فارق الحياة متأثرا بجراحه الخطيرة.
ويأتي استشهاد بدير في سياق الحصار العسكري المشدد والمستمر الذي تفرضه قوات الاحتلال على مخيم نور شمس لليوم الـ145 تواليًا، وعلى مدينة ومخيم طولكرم لليوم الـ158، حيث تواصل القوات احتلال المنازل وتحويلها إلى نقاط عسكرية، وتطلق الرصاص الحي على كل من يقترب من المنطقة.
وباستشهاد بدير، يرتفع عدد الشهداء في محافظة طولكرم منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 14 شهيدًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إلى جانب عشرات الإصابات والاعتقالات، وأضرار جسيمة بالبنية التحتية.
وفي سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال عمليات الاقتحام في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، حيث اقتحمت فجر اليوم عدة أحياء في مدينة نابلس، منها منطقتا رفيديا والمخفية، وداهمت بنايات سكنية وفتشتها، دون تسجيل اعتقالات أو إصابات.
كما اقتحمت بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وداهمت منزلي الفلسطينيين فواز علي صلاح وعلاء رزق صلاح، وفتشتهما دون اعتقالات.
وفي مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطيني بسام ارفاعية خلال اقتحامها المنطقة الجنوبية من المدينة، وعبثت بمحتويات منزله ومحال تجارية تعود له، كما استولت على دراجة نارية. وداهمت منازل أخرى، بينها منزل الفلسطيني منصور أبو حماد.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي حلحول ودورا، وعبثت بمحتويات منزل المواطن محمد الفسفوس.
وفي تصعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال بيوت عزاء الأسيرين المبعدين إلى غزة، أيمن أبو داوود ومهدي عمر شاور، وأطلقت قنابل الغاز والصوت على منازل العزاء، ومنعت استقبال المعزين وهددت العائلتين.
من جهة أخرى، هاجم عدد من المستوطنين المتطرفين منازل الفلسطينيين في بلدة بيتا جنوب نابلس، وحاولوا إحراق منزل الفلسطيني سامر أبو زيتون في منطقة "قماص" قرب جبل صبيح.
وخلال تصدي الأهالي لعدوان المستوطنين، أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح جراء الضرب، فيما أصيب ثمانية آخرون بحالات اختناق نتيجة استنشاق الغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة خلال تغطيتها لعدوان المستوطنين.
نزوح 30 عائلة من تجمع عرب المليحات بأريحا
ونزحت نحو 30 عائلة فلسطينية قسرًا من تجمع عرب المليحات شمال غرب أريحا، بعد أن اضطرت لتفكيك خيامها ومغادرة المكان، نتيجة تصاعد الاعتداءات الاستفزازية التي ينفذها المستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال "الإسرائيلي".
ويأتي هذا النزوح الجماعي بعد يوم واحد فقط من مغادرة 20 عائلة أخرى للتجمع، من أصل 85 عائلة تقطن في المنطقة، ما يرفع عدد العائلات التي هجرت قسرًا خلال اليومين الماضيين إلى 50 عائلة.
ويقدر عدد سكان التجمع بنحو 500 نسمة، جميعهم باتوا مهددين بالترحيل القسري في ظل الهجمات المتكررة والتضييقات المستمرة.
وأفادت مصادر محلية أن المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، صعّدوا من اعتداءاتهم على سكان التجمع خلال الفترة الأخيرة، كان آخرها إقامة بؤرة استيطانية أمام أحد منازل الفلسطينيين قبل أيام، في خطوة استفزازية تهدف إلى فرض أمر واقع جديد ودفع ما تبقى من الأهالي إلى الرحيل.
ويشار إلى أن تجمع عرب المليحات من التجمعات البدوية المهددة بالتهجير في إطار مشاريع الاحتلال الاستيطانية التي تستهدف مناطق الأغوار والبادية الفلسطينية، وسط صمت دولي مستمر أمام الانتهاكات المتصاعدة بحق السكان المدنيين.
وفي ظل هذه الاعتداءات المتواصلة، أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الاحتلال صعّد من حملات الاعتقال خلال شهر حزيران/ يونيو، حيث تم توثيق (660) حالة اعتقال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد حالات الاعتقال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى نهاية أيار/ مايو إلى أكثر من (18000) حالة، شملت (570) امرأة وفتاة، وحوالي (1400) طفل، وآلاف الأسرى المحررين، ونوابًا في المجلس التشريعي.
كما سجل المركز ارتقاء ثلاثة شهداء في سجون الاحتلال خلال شهر أيار/ مايو، أحدهم من قطاع غزة.