أعلن اللاجئ الفلسطيني حمزة علي طرباي، من أبناء مخيم نهر البارد شمال لبنان، دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام، تضامنًا مع أهالي قطاع غزة الذين يرزحون تحت حصار التجويع الذي يفرضه الاحتلال "الإسرائيلي"، في إطار حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة بكل الأشكال والأدوات على أهالي القطاع منذ 21 شهرًا.
وقال طرباي، الذي يجلس في منتصف الشارع محاطًا بصور الأطفال من ضحايا التجويع، في تصريح خاص لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إن خطوته تأتي في إطار رمزي "كأقل ما يمكن تقديمه" لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، بعد المشاهد المروعة، من بينها أطفال تحوّلوا إلى هياكل عظمية من شدة الجوع والعطش.
وأضاف: "أشعر بالعجز أمام هذه المأساة، لكنني قررت أن أبدأ هذا الإضراب، فنحن نأكل ونشرب ونرتاح في بيوتنا، بينما هناك عائلات مشردة في الشوارع، لا تملك حتى قطعة قماش تحتمي بها، أو رغيف خبز يسد جوع أطفالها".
وتابع طرباي حديثه موجّهًا انتقادات شديدة للدول العربية، لا سيما تلك التي تملك حدودًا مباشرة مع قطاع غزة، قائلاً: "لم تدخل حتى زجاجة ماء واحدة إلى غزة من هذه الدول، بينما يموت الأطفال والنساء والشيوخ على مرأى ومسمع العالم. في القرن الحادي والعشرين، يصبح حلم طفل فلسطيني مجرد رغيف خبز! لم يحدث هذا في أي زمان أو مكان... كيف نستطيع أن نأكل ونشرب ونتنعم، بينما من هم من جلدتنا يموتون جوعًا؟"
وأوضح اللاجئ الفلسطيني أنه بدأ إضرابه صباح اليوم الاثنين 21 تموز/يوليو، دون أن يحدد مدة زمنية لإنهائه، قائلاً: "لا أعلم إن كنت سأصمد ليوم أو اثنين أو أسبوع، الله وحده يعلم، ولكن هذه صرخة ضمير".
يأتي هذا التحرك الفردي في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل كارثي، حيث سُجّلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 19 حالة وفاة جديدة بسبب الجوع، وفق مصادر طبية، ما يرفع إجمالي شهداء المجاعة إلى 1,017 شهيدًا، إضافة إلى 6,400 مصاب خلال محاولاتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات.