أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، اليوم الأحد 27 تموز/ يوليو، نتائج امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) للعام الدراسي 2024–2025، وسط ظروف استثنائية يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، نتيجة العدوان "الإسرائيلي" المتواصل الذي حرم عشرات الآلاف من الطلبة من حقهم في التعليم، وأدى إلى استشهاد المئات وتدمير المنظومة التعليمية.
وفي مؤتمر صحافي، قال وزير التربية والتعليم، أمجد برهم: "إن إعلان النتائج هذا العام يأتي في ظل واقع قاسٍ ومعقد، فبينما كانت الأعوام السابقة تشهد دموع الفرح، فإن هذا العام يحمل دموع الجوع وأنين المرضى والنازحين".
وشدد الوزير برهم على أن عقد الامتحان في ظل هذا الظرف رسالة قوية بأن قوة المنطق انتصرت على منطق القوة، لافتًا إلى أن أكثر من 16 ألف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان على غزة، إضافة إلى استشهاد ما يقارب 750 معلمًا، فيما تم تدمير 27 مدرسة بالكامل بطواقمها، ما أدى إلى شطبها فعليًا من السجل التعليمي.
وأشار الوزير إلى ما واجهه الطلبة في محافظتي جنين وطولكرم من ظروفٍ قاسية، حيث استمر الاجتياح والاقتحامات خلال فترة الامتحانات، مضيفًا: "تقدّم الطلبة للامتحانات وسط الدبابات والنزوح، لكنهم تشبثوا بحقهم في التعليم وقالوا لكل الدنيا: قد ننزح، لكننا عازمون على أن نفرح".
وسلط برهم الضوء على معاناة أهالي غزة لافتاً إلى أن نحو 1500 طالب من مواليد 2005 قد تقدموا بالفعل لاختيارات الثانوية العامة مشيرا إلى أنً طلبة 2006 و2007 سيتقدمون قريبًا.
وحثّ الوزير على التزام الهدوء في الاحتفال، قائلاً: "آمل منكم ومن ذويكم عدم المبالغة في مظاهر الفرح، تقديراً لمشاعر أهلنا في قطاع غزة. افرحوا لكن بصمت، وعلينا جميعاً اجتياز اختبار التعاطف ووحدة المشاعر".
وأوضح برهم أن عدد الطلبة المتقدمين للامتحان بلغ 52 ألف طالب، منهم ألفان خارج فلسطين، في 37 دولة حول العالم، مشيرًا إلى أن الامتحانات عُقدت في ثلاث قاعات داخل مستشفيات، كما نُظمت جلسة خاصة لستة طلبة اعتقلتهم قوات الاحتلال في بلدة دير استيا.
وأكد الوزير أن الوزارة بدأت فعليًا بتطوير نظام التوجيهي ليصبح على مدار عامين دراسيين، وأن نجاح الاختبار الإلكتروني في غزة يعزز توجه الوزارة نحو تحديث آلية التقييم وتوظيف بنك الأسئلة.
ومع استمرار الحرب "الإسرائيلية" المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرم أكثر من 800 ألف طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية من حقهم الأساسي في التعليم، بعد انقطاعهم القسري عن الدراسة منذ اليوم الأول للعدوان.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، من بين هؤلاء الطلبة نحو 40 ألفًا من طلبة الثانوية العامة بجميع فروعها، حُرموا من التقدم للامتحانات النهائية (التوجيهي) التي بدأت السبت في الضفة الغربية والمدارس الفلسطينية في الخارج، في انتهاك غير مسبوق يقوّض مستقبلهم الأكاديمي ويهدد فرص التحاقهم بالجامعات والكليات.
وأكد المكتب الإعلامي أن الاحتلال "الإسرائيلي" تعمّد منذ بداية العدوان استهداف البنية التعليمية والمدنيين، بما في ذلك الطلبة والمعلمون، ما أدى إلى استشهاد وإصابة واعتقال عشرات الآلاف، بينهم الآلاف من العاملين في سلك التعليم.
كما كشف أن 85% من المنشآت التعليمية في قطاع غزة خرجت عن الخدمة، نتيجة الاستهداف المباشر والمتعمد، وهو ما يشكّل تحديًا كبيرًا أمام أي جهود مرتقبة لاستئناف العملية التعليمية بعد انتهاء العدوان.
وفي هذا السياق، أشار البيان إلى أن الوزارة أعدّت خططًا تربوية لتعويض العام الدراسي لطلبة الصفوف من الأول الابتدائي حتى الحادي عشر، إضافة إلى طلاب التعليم العالي، بما يضمن امتلاكهم المهارات والمفاهيم الأساسية اللازمة لمواصلة تعليمهم لاحقًا.
ويأتي ذلك وسط ظروف إنسانية كارثية يعاني فيها أكثر من 2 مليون فلسطيني من المجاعة بينما الالاف معرضون لخطر الموت الجماعي وسط استمرار الحصار "الإسرائيلي" ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وحليب الأطفال حيث يتساقط الجوعى في الطرقات وترتفع أعداد وفيات المجاعة مع مرور الوقت.