شهد مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت يوم الجمعة 22 آب/ أغسطس، اعتصاماً جماهيرياً حاشداً نظّمه اتحاد لجان حق العودة الفلسطينية "حق"، بمشاركة ممثلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمؤسسات الاجتماعية، يتقدّمهم أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أحمد ياسين، والرفيق نسيم السقا عن اللجنة الشعبية، إلى جانب حشد واسع من اللاجئين في المخيم والمهجّرين من سوريا.
وافتتح الاعتصام بكلمة ترحيبية ألقاها يوسف شركس، عضو قيادة اتحاد "حق"، حيّا فيها أرواح الشهداء وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان المستمر.
بدوره، ألقى خالد ياسين، مسؤول اتحاد "حق" في المخيم وعضو قيادته في لبنان، كلمة شدّد فيها على التمسك بوكالة "أونروا" باعتبارها "شاهداً حيّاً على جريمة التهجير المستمرة منذ عام 1948". وحذّر من أن الاستهداف السياسي والمالي للوكالة يدخل ضمن المخططات الأميركية–"الإسرائيلية" لتصفية حقوق اللاجئين وهويتهم الوطنية.
وأكد ياسين أن سياسة التقليصات المتبعة تزيد الفجوة بين اللاجئين ووكالتهم الأممية، وتجعلها أقرب إلى التساوق مع مشاريع تصفية الوكالة، داعياً إدارة الوكالة إلى البحث عن مصادر تمويل مستدامة عبر الأمم المتحدة وضمان التزام الدول المانحة بتعهداتها بعيداً عن الضغوط السياسية، إلى جانب إطلاق حملات دعم وتبرعات لتأمين الموازنات اللازمة لاستمرارية خدماتها.
وشدّد على أن الأزمة المالية لا يجوز أن تعالج على حساب حقوق اللاجئين، بل عبر بدائل تحفظ الدور الإنساني والسياسي للوكالة.
واختُتم الاعتصام بالتأكيد على جملة من المطالب، أبرزها: مواصلة الجهود الدولية لوقف الإبادة ورفع الحصار عن غزة، صرف المساعدات النقدية المتأخرة لثلاثة أشهر لجميع المهجّرين الفلسطينيين من سوريا وزيادتها بشكل منتظم شهرياً، تسوية أوضاع الإقامة خصوصاً للطلاب بما يضمن حقهم في التعليم، وإعادة إعمار المخيمات المدمرة في سوريا، وعلى رأسها مخيما اليرموك وعين التل، لتأمين عودة كريمة وطوعية بدلاً من دفع اللاجئين نحو مزيد من التهجير والتفكك الأسري.
إضافة إلى توسيع المساعدات لتشمل الأطفال دون الثامنة عشرة وكبار السن وذوي الأمراض، وتحسين الخدمات الصحية والإغاثية بعيداً عن سياسة التكيّف مع العجز المالي.
وعند نهاية الاعتصام، التقى وفد من المشاركين بمدير خدمات "أونروا" في مخيم برج البراجنة ناصر صالح، حيث جرى تسليمه مذكرة مطلبية موجّهة إلى المديرة العامة للوكالة دوروثي كلاوس، تضمنت المطالب والتوصيات الصادرة عن المعتصمين.