يواجه مئات الطلبة في مدرستي نحف وعارة التابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم جرمانا بريف دمشق أزمة متواصلة منذ بدء العام الدراسي، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، ما تسبب في شللٍ جزئي للعملية التعليمية داخل المدرستين.

وأكد عدد من الأهالي أن منظومة الطاقة الشمسية التي تزود المدرستين بالكهرباء توقفت عن العمل منذ أسابيع، مشيرين إلى أن إدارتَي المدرستين أبلغتا الجهات الفنية في "أونروا" منذ الأيام الأولى للعطل، لكن دون أي استجابة أو معالجة للخلل حتى اليوم.

وأوضح الأهالي أن غياب الكهرباء أجبر بعض المعلمين على استخدام إضاءة الهواتف المحمولة أثناء الحصص الدراسية، في مشهدٍ يعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الطلاب والمعلمون معًا، خصوصًا في ظل ارتفاع أعداد الطلبة وضعف الإمكانيات المتوفرة داخل الصفوف.

وفي بيانٍ صادرٍ عن مبادرة فلسطينيي سوريا للرقابة الشعبية – مرصد، وُجّه نداء حادّ اللهجة إلى قسمَي التربية والفني في رئاسة "أونروا"، جاء فيه: "انقطاع الكهرباء عن مدرستي نحف وعارة منذ شهر، وتقصير فني في معالجة الخلل بمنظومة الطاقة الشمسية".

وأضاف البيان: نرفع الصوت إلى المعنيين في قسم التربية والقسم الفني في رئاسة "أونروا": هل يعقل أن تترك مدرستا نحف وعارة في قلب المخيم دون كهرباء لما يقارب الشهر؟ هل بلغ الاستهتار بطلابنا ومنشآتنا هذا الحد؟.

وأشار البيان إلى أن مديري المدرستين أدّيا واجبهما، وأبلغا الجهات المختصة بتعطل منظومة الطاقة، التي "جرى تركيبها بطريقة غير مدروسة، كما هو حال كثير من المشاريع التي استنزفت أموالًا دون جدوى"، متسائلًا: "هل يعقل أن تعطى الحصص الدراسية على ضوء هاتف المعلمة؟ هل هذا هو الواقع الذي نرضاه لأطفالنا؟".

وختم مرصد بيانه بمطالبة "أونروا" بـ"تحرك عاجل ومسؤول دون تبرير أو تأجيل"، مؤكدًا أن المدرسة ليست مجرد جدران، بل "بيئة تعليمية آمنة ومجهزة تليق بأحلام طلابنا"، وشدد على ضرورة اتخاذ موقفٍ سريع يعيد للمدرستين نورهما حرفيًا ومعنويًا، ويعيد كذلك ثقة الأهالي بقدرة الوكالة على إدارة مؤسساتها التعليمية في المخيم.
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد