انطلقت صباح اليوم الجمعة 17 تشرين الأول/أكتوبر في مخيم اليرموك، حملة "فزعة 1" التي دعت إليها الجمعية الفلسطينية السورية الطبية – بسمة بالتعاون مع البيت الفلسطيني، بهدف تنظيف أحياء المخيم وتحسين بيئته التي تعاني منذ سنوات من تراكم النفايات وانتشار الحشرات والكلاب الضالة.
وشارك في الحملة عدد من المتطوعين من أبناء المخيم، الذين باشروا العمل منذ ساعات الصباح الأولى مجهّزين أدوات التنظيف والمبيدات الحشرية، في أجواء من التعاون والرغبة في إعادة الحياة إلى شوارع اليرموك.
وفي تصريح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قال الدكتور خلدون الملاح، رئيس مجلس إدارة البيت الفلسطيني:"نقوم بهذه الحملة بالتعاون مع الجمعية الفلسطينية السورية الطبية، وهي حملة نظافة شاملة في شارع فلسطين وأحياء مخيم اليرموك عموماً".
وأضاف: "في هذه الأحياء توجد مكبّات حقيقية للنفايات لا تقتصر أضرارها على تشويه المظهر العام وإصدار الروائح الكريهة، بل تمثل أيضاً بيئة خصبة للحشرات ومعقلاً للجرذان، وغالباً ما تجد الكلاب الضالة فيها غذاءً، مما يعقّد مشكلة انتشارها في المخيم".
وذكر الملاح أن بعض الأهالي تحدثوا مؤخراً عن ظهور أفاعٍ في مواقع تراكم النفايات، مؤكداً أن الحملة تهدف إلى إزالة المكبّات العشوائية، وإشراك الأهالي في أعمال التنظيف، وتنبيه الجهات الرسمية إلى ضرورة إيجاد حلّ جذري لأزمة النفايات.
وأشار إلى أن المخيم بحاجة ماسة إلى عدد أكبر من حاويات القمامة وسيارة ضاغطة لجمع النفايات، لأن الكميات الحالية محدودة ومتضررة، داعياً الأهالي إلى التعاون والالتزام بالنظافة العامة.
من جهته، وصف منصور محمد حسين، أحد سكان المخيم، الحملة بأنها "ممتازة ومحترمة جداً"، مضيفاً: "النفايات منتشرة في معظم أرجاء المخيم، والكلاب الضالة كذلك. لو لم تكن هناك نفايات لما وجدت الكلاب طعاماً لها. للأسف أصبحت البيوت المهجورة مأوى لهذه الكلاب، ما أثار الخوف لدى الأطفال بشكل كبير".
أما سهيل تميم (أبو خلدون) من سكان شارع صفوري، فأشاد بالمبادرة واعتبرها خطوة مهمة، لكنه أشار إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في قلة عدد الحاويات، قائلاً: "يقوم بعض الناس برمي النفايات عشوائياً لأنهم لا يجدون حاويات قريبة. نحن بحاجة إلى توزيع حاويات في أماكن محددة لكل حيّ، وعودة عمال النظافة الذين كانوا يدخلون المخيم بانتظام كما في السابق. الوضع الحالي لا يليق بأهله ولا بزائريه".
بدوره، أكد الدكتور نمر الكفري من الجمعية الفلسطينية السورية الطبية (جمعية بسمة الطبية)، أن جوهر الحملة هو العمل الميداني الجماعي، وقال باختصار: "كما قال الرئيس أحمد الشرع: خير الكلام ما قلّ ودلّ، لذلك أقول: العمل ثم العمل، من أجل نظافة المخيم، فهذا واجب على الجميع. وشكراً لكل من يساهم في هذه المبادرة".
وتأتي حملة "فزعة 1" ضمن الجهود الشعبية المتواصلة لإعادة إحياء مخيم اليرموك وتحسين واقعه البيئي والخدماتي بعد سنوات من الدمار والإهمال، وسط دعوات للجهات المعنية لتأمين حلول مستدامة وتفعيل دور المؤسسات البلدية والخدمية في المنطقة.